Part 59

57 1 0
                                    

ونايف يتكلم ما أنتبه لقدوم الأعصار اللي أقتلعه من الكرسي اللي هو كان قاعد عليه..
ويرفعه عالي ويلصقه في الطوفة..

سعود مسك نايف من جيبه وانتزعه من الكرسي بعنف وهو يرفعه بيد وحدة ويثبته على الطوفة.. ويقول بصوت مرعب:

والله ثم والله لو فكرت في ذا الدكتورة حتى لو في أحلامك
ياأمك نفسها ماتعرف وجهك..
وهلك يشوفونك مقبل مايدرون هذا وجهك وإلا مقفاك..
وأظنك يانويف عرفتني من الأيام اللي طافت
وعرفت أني لا أهدد ولا أبربر ولا أخاف
وأن قلت فعلت.. والتحذير وصلك..
وذنبك على جنبك.

ثم رماه سعود على الارض بعنف.. ونايف مستغرب وخايف من اللي سعود سواه.. لكنه مايقدر يقول شيء
وخصوصا أن رتبة سعود أعلى من رتبته..
وحس أن الموضوع أكيد في شيء
(يمكن سعود زعل عشان الدكتورة ذي من جماعته؟!!..)

بعد دقايق كان سعود في المستوصف..
وما أحتاج يسأل حد عن مكان دانة لأنه حفظه من المرة اللي فاتت..
اقتحم الغرفة على دانة اللي كان عندها مريضة توها خلصتها..
دانة كانت منزلة كمامها عند ذقنها..
أول ماشافت سعود دخل.. رجعت الكمام على وجهها..
ولفت ظهرها تتناول نقابها.. ولبسته.. وخلعت الكمام..

سعود واقف وأنفاسه تعلو وتهبط ووجهه محمر.. وغضبه اللي دانة حفظته مرتسم على وجهه..
وكان هذه المرة واقف بلباسه العسكري اللي أول مرة تشوفه عليه
لأنه لبس قوات الأمم المتحدة بلونه الأزرق والرمادي المعروف..

دانة كانت تتكلم مع مريضتها وتعطيها شوي نصائح.. لحد ماطلعت المريضة وقفلت الباب وراها..

دانة تجاوزت سعود وفتحت الباب.. خلته مفتوح
ورجعت وجلست على مكتبها..

وهي تقول بهدوء: أنا ماني بحلال لك.. عشان ينقفل علينا باب.. هذا أولا..
وثانيا : أنت منت بحلال لي عشان تدرعم وتفتح الباب وتدخل علي وانت عارف أني يمكن أكون كاشفة وجهي..

الجملة (أنا ماني بحلال لك..أنت منت بحلال لي) اللي تكررت في كلام دانة مرتين.. نحرت سعود نحر وهي تجرد الحقيقة المرة للطلاق قدام سعود..

(دانة مهيب حلالي.. دانة مهيب لي.. وش سويت في روحي؟؟)

سعود مسك أعصابه بقدرته المذهلة..
رجعت له حالة تمثيل البرود اللي أتقنها لفترة متطاولة من الزمن: بس أعتقد أني ولد عمش يادكتورة.. وهذي حقيقة ماتغيرت..

دانة ببرود قلبها يتمزق تحت هذا البرود من لما شافته فتح الباب ودخل: وولد عمي المبجل وش يبي مني؟؟

سعود بنفس البرود الواثق: ليه مارجعتي الدوحة؟؟ أنا ماقلت لش أرجعي من هذاك اليوم..

دانة بهدوء: يظهر أنك صار عندك لبس في ترتيب الأوامر..
أنت طلقتني أولا.. ثم أمرتني أرجع الدوحة..
بينما بعد ماطلقتني.. أنت رجّال غريب عليّ ومالك عليّ حق الطاعة..
لو أمرتني أرجع أولا.. ثم طلقتني لما أصير في الدوحة
كان مخططك مشى تمام..
بس غضبك المعتاد منعك من التفكير المنطقي..

بعد الغياب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن