17

201 16 308
                                    


_

الثامن والعشرون من ابريل

على سطح العمارة كان هانبين وهاو يجلسان تحت السماء المفتوحة والنسيم البارد يلفح وجهيهما بهدوء

كل منهما كان يحاول بجهد أن يبقى مستيقظًا على الرغم من النعاس الشديد الذي كان يثقل أجفانهما

كان الهواء باردًا لكنه منعش وكأن نسمات الليل تحاول أن تبعد أي شائبة عن تلك اللحظة الهادئة

هاو كان يحدق في السماء عينيه نصف مغمضتين وملامحه تُظهر مقاومته للنوم الذي كان يداعب جفنيه

بجانبه كان هانبين يراقبه بصمت نظراته تحمل الكثير من المشاعر المتناقضة خليط من الحزن والحنين

الحزن بسبب الواقع الذي يفرض عليهما الابتعاد والحنين إلى تلك اللحظات النادرة التي يشعر فيها بقربه من هاو

مرت دقائق طويلة دون أن ينطق أحدهما بكلمة وكأنهما يخشيان أن يكسر أي صوت هذه اللحظة الساكنة

فجأة كسر صوت رنين هاتف هانبين الصمت المحيط مما جعل هاو يرتعش قليلاً

أخرج هانبين الهاتف من جيبه ببطء وهو ينظر إلى الشاشة بتوتر كان اسم أخيه يظهر عليها وشعر بقلبه ينقبض قليلاً من القلق الذي بدأ يتسلل إليه

رفع الهاتف إلى أذنه وبعد لحظة من التردد أجاب

"مرحبًا؟"

جاء صوته منخفضًا محاولاً ألا يزعج هدوء الليل

من الجانب الآخر من الهاتف جاء صوت أخيه حادًا وواضحًا

"أينَ أنت؟"

كانت نبرة صوته جافة مليئة بالقلق الذي لم يكن معتادًا على سماعه من أخيه الأكبر

"سأعود قريبًا"

رد هانبين بسرعة وهو يحاول إنهاء المكالمة بأسرع وقت ممكن لكن صوت أخيه استمر في الحديث مما زاد من قلقه

"هاني تعلم بعَدم وجودك ستخبره لا محالة"

كانت نبرة أخيه مليئة بالقلق والتهديد المبطن شيء لم يكن هانبين يتوقعه

و هاو بجانبه يراقب بقلق وعيناه تحاولان قراءة ما يحدث من خلال تعابير وجه هانبين

شعر بالتوتر يتصاعد في داخله ولم يستطع أن يفهم ما الذي يجري

"هل لك أن تُخرسها إلى أن أصل؟"

The storyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن