18

201 13 261
                                    

__

التاسع والعشرون من ابريل



وقف هاو في نهاية الطريق يتأمل المكان الذي اختاره هانبين ليقابله

كانت أشعة الشمس تميل إلى الهدوء والنسيم البارد يتسلل من بين أوراق الأشجار الخضراء المتجددة

اختار هانبين زاوية في حديقة صغيرة بعيدة عن ضجيج المدينة كأنه يبحث عن ملاذ من كل ما يحيط به وحتى من نفسه

عندما لمح هاو جسد هانبين المنحني قليلاً
أدرك على الفور أن حبيبه قد استنفد كل طاقته

يجلس على مقعد خشبي مائلًا برأسه إلى الأمام كأن ثقل العالم بأسره يستقر على كتفيه

عيناه مغلقتين وكأنه يحاول أن يغرق في صمت اللحظة بعيدًا عن صراعاته الداخلية

دون تردد هرع هاو نحوه خطواته كانت مليئة بالتوتر

كل خطوة أقرب من هانبين كانت كأنها تغرقه في دوامة من المشاعر المتضاربة

بدأ يقترب شيئا فشيئا إلى الاخر كان قلبه يخفق بشدة

لكنه حاول أن يتحكم في تنفسه ليبدو هادئًا وقف أمام هانبين للحظة

ينظر إليه بعينين مليئتين بالقلق والحب لم يتحرك هانبين وكأنه لم يلاحظ حتى وجود هاو

مما جعل هاو يدرك مدى ثقل العبء الذي يحمله حبيبه

ببطء مد هاو يده نحو كتف هانبين ولمس بلطف طرف قميصه

شعر بالبرودة تسري في أطراف هانبين وكأن جسده فقد كل حرارته الداخلية

لم يتردد هاو ابدا و اقترب أكثر حتى صار قريبًا جدًا منه ثم جلس بجانبه على المقعد

مد ذراعيه حول جسد هانبين الهزيل بحذر في البداية

كأنما يخشى أن يتفكك بين يديه وضع ذراعه اليمنى حول كتف هانبين وسحب جسده إليه

بينما امتدت ذراعه الأخرى حول خصره يحتضنهُ بإحكام

جسد هانبين الذي كان ساكنًا وثقيلاً بدأ يشعر بضغط ذراعي هاو وهو يجذب كل جزء منه إلى حضنه

هاو سحب هانبين إليه ببطء حتى غمره بالكامل بين ذراعيه

رأس هانبين استقر على كتف هاو وشعره الناعم لامس عنقه

مما جعل هاو يشعر بدفء خفيف وكأن جسد الاخر يذوب تدريجيًا في حضنه

لم يكن هناك أي حركة في البداية من جانب هانبين كأنما فقد طاقته تمامًا لكن

The storyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن