1

515 37 140
                                    

_

التاسع من يناير

زاوية المقهى مكانهُ الابدي
لطالما كان هذا المكان الملجىء الوحيد
لجانقهاو كُل نهاية اسبوع يستمر
بالمجيءِ الى هذا المقهى البسيط

حاملًا كُتبه معه ناويًا الدِراسة به
ولكن لطالما كانت اعينه تُحدق
بذلك الشاب المُبتسم خلف طاولاتِ الحساب

اعينه اللامعه تحدق به بإعجاب كيف
له بإن يكون متكامل الصِفات؟

شابٌ جميل بمتقبل العُمر لم يراه قط
بوجهٍ عابس ابتسامته دائِما على محياه
يصنع تلك القهوة بيديه بكل حُب

مهما حاول ابعاد ناظريه عنه يجد
نفسه هائِما به اكثر

سيكذب على نفسه لو ان مجيئه الى هُنا
كان من اجل الدراسه

هو كان سبب وجوده يعتريه الفضول
الكامِل عنه

خجلهُ كونه اجنبيٌ في بلادٍ تملأُها
العنصرية سببٌ في ثباتِه في مكانه

يخاف ان يذهب اليه وتتحطم الصورة المثاليه التي وضعها له

فهل سيبتسمُ له ويضحك اذا اكتشف
بإنه ليس بالكوري؟

حاول اعادة ناظريه الى حاسوبه على الطاولة راجيًا التركيز على دراسته

فهو ليس هُنا للوقوع بالحُب
بتاتًا

" هاو انت هنا ؟! "

قاطع شروده مجيئُ صديقه مناديًا اياهُ
بتفاجأُ

فلم يعهد بإن يذهب هاو الى اي مكان
غير من المَسكن الى الجامعة

او حينما يود التنزه فبِرفقة صديقه
هانبين يذهب

" اهلًا هانبين "

حياهُ فورًا بعد جلوسه امامهُ
ناظِرا اليه بإبتسامةٍ طفيفه على محياه

"اتخليتَ عني ؟ واصبحت تحب
الانفراد بنفسك ؟ "

بنبرة مُتصنعة للحزن اردف هانبين
يضع يداه تحت فكهِ واعينه
للاسفل

" ليس كذلك انه فقط مللتُ من
الغرفةِ وانت لم تكن هناك فجئتُ هنا "

فسر واضِعا رأسه على الطاوِلة عائدا
بعيناه الى ذلك الفتى خلف
طاولةِ الطلب

مجددا انه يراهُ كملاكٍ حقًا كيف
يبتسِم ويخاطب من حوله

وانحنائه الخفيف فور تسليمه القهوة
لزبائِنه متجها مرة اخرى
الى الة صنع القهوة يصنعها بكل حب
على ما يراهُ

The storyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن