عبدة

45 8 17
                                    

روايات ياكوزا:
✧• ━━━━━━━━━

صوت عزف العود الهادئ....

بالفعل....يبدو المكان صامتاً....حزيناً...
صمتٌ بدى أزلياً....
و رغم ازدحام المكان....
إلا أن أعين الجالسين لم تلتقي...
كانت فقط تنظر للأرض بيأس و حزن....نظراتٌ تخللتها دموعٌ منهمرة.....

أصوات الانين....أصوات البكاء المكتوم....

ذلك الصمت الطاغي على الزنزانة الضخمة الواسعة، اغتشاه خوفٌ عميق....
خوف من الموت....
من العقاب المنتظر !!....


عقاب الهروب !!..

خلال ذلك الجو الحزين الكئيب...
جلست فتاةٌ تسند رأسها لحائط السجن، بدى أن حزن العالم اجتمع بعيناها التي احتفظتا بالدموع بين أجفانها....
تجلس و تمسك بيدها منديلاً داكن اللون مبللٌ بالدماء....
و قد أجتمع حولها العديد من الاشخاص ممن عانقوها....و جلس الاطفال بصمتٍ عند أقدامها....

كانت جميلةً فاتنة الوجه !!...ذات شعرٍ أسودٍ متوسط الطول ، و أعين صفراء لامعة و أجفان كثيفةٍ ساحرة....
لها ندبةٌ واضحةٌ على جانب عنقها كما امتلك جميع العبيد حولها ...
و قد تواجدت بقع دماءٍ داكنةٍ على ثوبها الاسود الطويل...و بعض الكدمات بمناطق متفرقةٍ من جسدها....

لم يعلم أحدٌ كم مر من الوقت على جلوسهم بذلك الحال....لقد مر الكثير بالفعل على لحظات الصمت الطويلة، غط خلالها جميع المتواجدين بالنوم واضعين رؤوسهم بين أيديهم.....
كانت الذئاب تعوي حولهم، و نباح الكلاب التي تحرس الزنزانة الخارجية الضخمة.....

أما الفتاة، فقد وقفت من مكانها، لتسير مبتعدةً عن الاشخاص الذين تجمعوا حولها، و قد كانت بطيئة السير، تعرج من قدمها اليمنى التي تجدد نزيفها بسيرها ......

و قد ابتعدت عن الناس لتجلس وحدها أرضاً، لتنظر ليدها التي أمسكت بها المنديل حيث جفت الدماء عليه....

و قد تذكرت.......

تذكرت....

القفص الصغير....و بقايا العظام و الدماء....و كفه التي نجت من المذبحة التي حصلت، حيث بقيت عالقة بالاصفاد ولم تنهشها الكلاب.....

تلك الذكريات الحديثة القليلة....التي كانت كفيلة بجعلها تصل حد الجنون !! و قد هاجمت رأسها لتمزق شعرها بعنف و اخفضت من رأسها المثقل بالدموع لتضعه على الارض.....

" لا أريد تذكرك هكذا ....!!! لا أريد !!!!...."
كررت هذه الكلمات بهمس بينما تحاول أن تنتزع شعرها غير مدركةٍ لما تفعل !! و قد كررت ذلك مراراً و تكراراً ، وقد أرادت بالفعل نسيان ذلك المشهد البشع الذي رأته...
كانت فكرة خسارتها لشخصٍ تحبه بتلك الطريقة ، تفقدها عقلها بالفعل!!....

لكن....من ذلك الشخص !!....

ولما يحدث كل هذا !!.....

" لما يحدث كل هذا !!...لما تموت أنت من بين الجميع !!!...."

الجنة الباكيةWhere stories live. Discover now