ملكة الغرانيق

أميرة الوحوش

على عرش جميل صنع من الأصداف واللآلئ اللماعة جلست (لج) وهي تمد يدها لغرنيق نحيل جلس عند أقدامها ممسكاً بأحد مخالبها ويقوم ببرده بحجر خشن وهو يقول: أناملك جميلة يا سيدتي لكنها

تحتاج لعناية ...

(لج) بتذمر : ألم تنته مما تقوم به يا (غَرنُوق)؟

(غرنوق) يمسك بمخلب آخر ويبدأ ببرده قائلاً: لم يتبق سوى

معجون الطحالب وننتهي اليوم

(لج): لو لم تصر أمي على هذه الطقوس اليومية لما قمت بها أبداً

(غرنوق) وهو مستمر في برد مخلب (لج): الملكة تريد أن تكوني في

أبهى صورك دائماً

(ناسك) وهو يخرج من فروة رأس (لج): الإقامة في رأسك أصبحت

أكثر انتعاشاً منذ أن أصرت الملكة على غسله بخليط العنبر
(لج) بتجهم : ماذا تقصد أيها القشري ؟!

(غَرنُوق) يضع يد (لج) جانباً برفق متأملاً مخالبها اللامعة: انتهينا

(لج) تهم بالنهوض: أخيراً

(غَرنُوق) يضع يده على صدر (لج) ويجلسها بهدوء: ليس بعد

الأميرة .. بقي خليط الطحالب

(لج) متأففة : لقد سئمت الجلوس!

(غرنوق) وهو يعجن بيده خليطاً من الطحالب وقشور القريدس

الأحمر في صدفة مجوفة: الجمال يحتاج عملاً يا سمو الأميرة..

(ناسك) وهو يراقب (غَرنوق) خلال خلطه للمعجون: صحيح

(لج) بعصبية: تتحدثان وكأني كنت قبيحة في السابق !

ناسك): القبح أمر نسبي..

(لج) بغضب: ماذا تقصد؟

(غرنوق) وهو يضع كمية من معجون الطحالب على وجه (لج)

ويبدأ بفركه : لا عليك من كلامه يا سمو الأميرة.. أنت أجمل غرنيقة

رأيتها في حياتي
(ناسك) يضحك و (لج) تتجهم...

(غرنوق) وهو يفرك المعجون على جبين (لج): وجهك كالقمر

المضيء لولا هذه الندبة البشعة

(لج) بتجهم من فنون الكلام معرفة متى تصمت.. اعمل بصمت

كي لا أهديك ندبة مثلها على وجهك

(غَرنُوق) وهو يضحك ويشوح بيده الملوثة بخليط الطحالب:

أحب مزاحك الأميرة!

(ناسك): هذا الغرنيق يعيش في عالم مختلف داخل رأسه

(لج) خلال فرد (غَرنُوق) للمعجون على وجهها: كيف تجعل هذا

المعجون يمسك بوجهي هكذا؟

(غرنوق) وهو مستمر في عمله السر يكمن في قشور القريدس