تيار الخلاص

188 11 2
                                    

بعد موت (جباس) بمخالب وأنياب الأميرة التي كان يحميها لم تجد (لج) سبيلاً سوى أن تعوم مبتعدة عن ما تبقى من جسد حارسها في حلكة ظلام قاع البحر المظلم على أمل أن تلتقط عبق تيار يخرجها من ذلك المكان الموحش بعد عوم دام ساعات اشتمت رائحة بدت مألوفة لها جداً وبعد دقائق وصلت لتيار يسير بقوة متوسطة وأحست بتيارات دافئة تداعب جسدها وتسحبها ببطء نحو ذلك التيار. ركبت التيار وسارت فيه بلا علم سابق عن الوجهة التي يسير إليها. استمر عوم (لج) في ذلك التيار حتى ألقى بها عند سطح

حدود بحر تجهله.

كان ذلك المكان جميلاً جداً فالنبتات الملونة والماء الصافي والصخور الملساء منتشرة في المكان الضحل نسبياً فالمسافة بين السطح والقاع لم تكن كبيرة وشعاع الشمس التي أشرقت للتو أنار المكان بأكمله مشكلاً لوحة جميلة وخلابة لكن خلو المنطقة من الكائنات الحية
حتى الصغيرة منها خلق جواً من القلق وعدم الارتياح في نفس

.)لج( تجاهلت (لج) ذلك الشعور وسبحت بالقرب من السطح ونظرها موجه للقاع القريب منها ومشطت خلال عومها المنطقة بحثاً عن شيء يمكنها تناوله لإحساسها بالجوع. بعد أقل من نصف ساعة لمحت بنظرها القوي حركة خفيفة في رمال القاع فغاصت بسرعة لاستكشاف الأمر ظنّاً منها أنه كائن صغير يحاول الاختباء منها. بدأت تنبش الرمال بحثاً عن الكائن الذي تحرك لكنها لم تجد شيئاً. في تلك اللحظة التقط أنف (لج) رائحة شهية تشبه رائحة القشريات التي تألفها فتتبعت تلك الرائحة إلى أن وصلت لمصدرها وهو حوت مرقط باللونين الأسود والأبيض نائم ومستلق في القاع. دنت منه بحذر واكتشفت أن الرائحة كانت تنبعث من فمه خلال تنفسه. (لج) وهي تكز أنف الحوت برأس مخلبها : استيقظ أيها الحوت !

الحوت المرقط ) يفتح عينيه ببطء وينظر لـ (لج) بصمت ...

(لج): هل أنت نائم ؟

(الحوت المرقط): كنت نائماً يا غرنيقة قبل أن توقظيني

(لج): يمكنك العودة للنوم بعد ما تخبرني كيف أحصل على بعض

الطعام في هذا المكان القاحل

الحوت المرقط يغمض عينيه مرة أخرى: لا يوجد طعام هنا

(لج) بتجهم: رائحة القريدس تفوح منك !

(الحوت المرقط ) بأعين مغمضة : الغرانيق لا تقتات على القريدس

(لج) بعبوس وغضب لكن يمكنها أن تقتات على الحيتان لو لم تجد

ما تسد به رمقها !

(الحوت المرقط ) يفتح عينيه ويقول بهدوء : هل تهددينني يا غرنيقة ؟

(لج): لم أنت عنيد ؟ .. أخبرني فقط كيف أجد بعض الطعام!

(الحوت المرقط) : هذا المكان معبر وليس موطناً

(لج): ماذا تقصد؟

ملكة الغرانيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن