البارت الخامس

224 25 14
                                    

جلست على حافة الرصيف واشعلت سيجارتي ، مؤخرًا صار الدخان رفيقي في كل الاوقات

كنت أوهم نفسي انه الدخان بطريقةٍ ما ممكن يهدئ الاعاصير اللي تعصف داخل رأسي .

نطق بقلة صبر : طيب وبعدين يا ورد؟

كان أمين يقول كلماته بتذمر من الحاله اللي وصلت الها مؤخرًا .. بعرف تمام المعرفه انه أمين يهمه أمري

زفرت الدخان من جوفي وقلت : وبعدين شو يا أمين؟

: جهاد مستحيل يخليكي تتركيه ، شيلي هاي الفكره من بالك على الأقل حاليًا !

قلت بانفعال : صرلي سنتين بأجل يا أمين ، لازم احط حد للموضوع

: بعرف ، صدقيني حاولت معه بس رفض بشكل نهائي

نفثت الدخان وكنت مركزه بصري على نقطه غير مهمه بالشارع : انا بعرف كيف اتصرف

نطق بقلق واضح : شو رح تعملي؟

قلت بهدوء وانا اعبث بالسيجاره : رح اهدده

رفع حواجبه وقال بنبره توضح مدى صدمته : بتمزحي ورد !!

: ابدًا ، جديّه مُطلقه

اتطلع علي بصدمه لعدة ثواني ثم قال : لا انتي اكيد انجنيتي

قلت بغضب : اذا كنت رح توصفني بالجنون لاني بدور على خلاصي ، فَ اه انا مجنونه

: ورد انا...

قاطعته وقلت : بكفي أمين لو سمحت

اكملت كلامي ببرود : جبتلي اللي طلبته؟

اخرج من جيبه كيس الحبوب ومده ناحيتي

قال بسخريه : على اساس رح تتعالجي؟

قلت وانا اسحب الكيس من ايده : اه بس من متى المدمن بقطع مره وحده؟

حضنّي بخفه وقال : انتبهي على حالك

ابتعدت عنه وتوجهت ناحية البيت ، كنت امشي بالشارع لوحدي في ساعه متأخره من الليل

حقيقةً ما كان يخيفني وجودي بشارع فارغ ومظلم لحالي

مخاوفي كانت اكبر من مجرد شارع فارغ.

..

دخلت البيت وتفاجأت بوجود فرح اللي اقتربت مني وحضنتني

قلت باستغراب : ليش انتي هون؟

ابتعدت عني بحواجب معقوده إثر استغرابها : ما بدك اكون موجوده؟

ضَلالْ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن