لقطعنا منه الوتين

الفصل12 فصل وداع

لا تألف الروح إلا من يلاطفها

ويهجر القلب من يقسو ويجفاه ..

فلا وصال لمن بالوصول قد بخلوا

ومن تناسى فإنا قد نسيناه

**************************

وضع المال أمام الزعيم وخرج دون أن ينطق بحرف ولكن بعد دقائق لا بعد ثواني فحسب تسمع صوت اللكمات والسب والشتم .. تحطيم الأشياء ثم افتعال الشجار بنجاح

* اقسم ان سمعت اسمها على لسانك مجددا .. فلن يكون لك وقت للرمش حتى تجد نفسك في الكفن ..

خرج انس وهو يغلي غضبا وعروق وجهه بارزة وقلبه يحترق غيرة ..ذهب لمكان ما .. بعيد عن كل هذه الفوضى حيث يجد راحته مع من ذكر اسمها ..

ركن سيارته في حي بسيط وأمام منزل عادي كباقي منازل الجزائريين .. نظر لساعته وجدها الثالثة ظهرا .. علم انه الوقت الذي سيراه بها ..دقائق حتى خرجت فتاة ما من ذاك المنزل ..
شغل سيارته وانطلق يسبقها لوجهتها .. نزل منها حمل علبة تبدو هدية وتقدم منها ..

* ااا.. انسة هل من دقيقة فقط ..

استدارت المعنية بالأمر .. كادت تنظر له ثم أدركت خطأها ليتجه بصرها اسفل قدميها ..

*تفضل اخي ..

لعن في سر ه هذا الآخي .. اعذروه فهو لا يعلم أنه لا يجوز اللعن أبدا فعن أبي الدَّرداء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
• - (( لا يَكونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَومَ القِيَامَةِ)).
رواه مسلم (٢٥٩٨) 】

حك مؤخرة رأسه وسحب الهدية من خلف ظهره وقدمها لها..
قال بينما ينظر لها مستغربا تجاهلها ومحبا اياه في الوقت ذاته .. لا ننسى حيرة قلبه لانها لم تعرفه .. قال :

* اقبليها رجاءا .. كشكر لأنك اعتنيت بأبي .

ترددت كلماته في اذنها تستوعب ماذا قال .. سألته...

*اعذريني اخي لم اعرفك من تكون ؟

يالهي ماذا تقول هذه هو لم ينفك يفكر بها وهي لا تعرفه أبدا.. يمكنكم تخيل خيبة امله في هذه اللحظة ..
قال انس بنوع من الهجوم ..

* لست اخاك..

كمشت ملامحها انزعاجا منه ثم راحت تغادر لكنه توقفها بكلامه..

* اعتذر .. لم اقصد ما قلت .. انا انس رياض و والدي عيسى رياض كنت ممرضته حين كان يتعالج في مستشفى الجامعة