برأيكم، هل سيعيش محمود قصة جديدة ؟

81 25 41
                                    

محمد سليمان📝:
"قلوب عابرة"

أما أنا، إسمي ليلى، وما لدي كما رأيتني في أول مرة أعيش على أمل اللقاء. كل ما في الأمر أنني رأيته كقمراً يضيء عتمتي. شعرتُ كأنه غيث سقى روحي وقلبي بعد سنين من الجفاف، فأحيا فيّ أملاً جديداً وزرع في قلبي بذور السعادة.

ولكن سرعان ما انطفأ ضوء ذلك القمر، وأصبح ذلك الأمل خيبة تضاف إلى خيبات أملي. أنا أدرس في الجامعة سنة ثالثة أدب عربي الآن. بداية تعارفنا الأول أثناء دراستنا كان طالباً في ذات القسم يحاول التقرب مني كثيراً وكثيراً، غالباً ما يتودد إليّ، ولكن لما وصلتُ إليه من خيبات أمل وجروحٍ لم تشفى، أحاول الابتعاد. أريد أن أعيش في وحدتي وحيدة لا أريد أحداً، لكنك تعلم صعوبة أن تعيش وحيداً. دائماً حزينة مكتئبة أريد أن أخرج ما في داخلي. أريد شخصاً يخرجني من ذلك الجحيم، لا يهمني ذلك الشخص إن كان شاباً أو فتاة. سمحت لنفسي محادثته، ظننته وطناً ألجأ إليه هرباً من واقعي، وظننته أملاً لنجاتي من وحدتي. لم يعد ذلك الوطن، بل أصبحتُ في المنفى. بدأت تزرف عينيها في الدموع، قلبي لم يحتمل ذلك المشهد ورغبت في مسح دموعها، لكن لم أمتلك القوة لفعل ذلك.

أكملت قائلة: "ولكننا لم نتزوج، لم يستمر حبنا سنة وبضعة أشهر. لم يتفوق في أولى سنته الجامعية بسبب ظروفه المالية. اتخذ قرار الهجرة. حاولت ثنيه عن قراره، لم تنجح محاولتي. آخر رسالة منه كانت في ليلة سفره، 'غداً سأسافر'. عندما قرأت تلك الرسالة، انهرت في البكاء. حاولت الاتصال به، ولكن لم يجب على اتصالي ولم يستجب لرسالتي. أتساءل، ما ذنبي أنا أن تحطم قلبي؟ ما ذنبي، قلبٌ أحبك لتهجره؟ هل أنا كنت سبب خسارتك لتهجرني؟ أين تلك الوعود، ألم تقل سنتزوج وسنجب أطفالاً؟ أين أنت؟ أم عدم تفوقك كان حجة لتقول لي إلى الوداع؟ هل تعلم أنني حاولت الانتحار ولكنني فشلت؟"

أجبتها بوجهٍ حزين لا قلبٍ متعب لا يجيد المواساة: "القلوب التي تحب بصدق غالباً ما تُجرح، لذا علينا حسن اختيار الأشخاص الذين يستحقون قيمتها ويحترمون مشاعرها. لا تحزني، أنتِ تستحقين الأفضل." أجابتني: "قبل سماع قصتك أصبحت كارهة للرجال. حتى إن حسابي على الفيس بوك أسميته 'أكره جنس آدم'." أجبتها ضاحكاً: "يبدو أنك لست عنيدة فقط بل مجنونة وحاقدة." فجأة يرن هاتفها. تعتذر مني وتفتح هاتفها لتجيب. بعد دقائق، أنهت اتصالها وقالت لي: "إنها صديقتي تحتاجني في أمر ضروري. اعذرني عليّ المغادرة. سوف تأتي إلى هنا ونذهب سوياً."

أجبتها: "لا عليكِ، وأنا عليّ ذهاب." قالت: "لنلتزم بالاتصال." أجبتها: "إلى اللقاء."

خرجت، أجول في شوارع الحي بعد لقاء دام لساعة بالأكثر. كان الليل قد حل، والهواء بارد قليلاً. أشعر بقلبي مثقلاً بالهموم والخوف من الوحدة. الشوارع كانت شبه فارغة، إلا من بعض الأنوار الخافتة وأصوات بعيدة لحركة المرور.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 10 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

"قلوب عابرة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن