وليمة وإبن العم | 02

40 9 17
                                    

Pov: Jessica

مذكراتي الحبيبة:

قد تبين أن ليس للفراق ختام وإنما بداية أخرى  ، وحكى أنها ستحرر بحبر أبيض فوق صفحاتٍ سوداء ، كقمر سطع بدروب غابة حالكة.

أنا اليوم يا مؤنستي جهرت وداعًا لغرفتي ، لمكتبي وسريري، كذلك ودعت نافذتي المفضلة التي كنت منها أتأمل قمرًا كل ليلة ، ليس وكأنني سأودعه هو أيضًا ، يمكنني تأمله هناك بالأكادمية ، حينها سأغازله مثل كل مرة أفعلها ، سأخبره أنه لو أصبح رجلاً لتزوجته ، فيكون محبوبي المفتون، سأعشقه وأخبأه بأعمق نقطة بقلبي.

لكن يا ويحي فمن سَينِير طاولتي بعد ذلك ، من سيتأملني طوال الليل دون كلل مثلما هو الحال عليه الآن  ، لا بأس فعلى الأقلِ أستطيع الشعور بجسده حيًا أمامي وسأقضي كامل عمري ألُفّ ذراعي حوله علني أشعر بدفئ صدره ونفحاته تغرق عنقي براحة مريحة كالنوم فوق السحاب.

إعذريني يا مؤنستي لكن سير أحلامي الوردية ينتهي هنا ، ليس وكأن أحدًا سيقرأ ما أكتبه كونه وبختصار دفتري السري ، إضافة إلى ذلك أنه لا شيئ من هذا حقيقي ، لكن ربما القليل من الخيال الجامح لا يضر.

أليس كذلك؟!

وحتى لا أنسى كنت قد إخترت أحد الكتب لقراءتها في أوقات قد يزورها الملل أحيانًا ، لربما ستكون رواية عروس الجحيم مناسبة لمسيرتي نحو إيجاد حلم وشرﯾ...

°°
°°
°°
°°

إستسلم نصل قلمي منتصف حربٍ مستعصية حسمها القلم بهزيمة إنقطع بها رأسه بآخر حرف من كلمة قد تبثّ إعصارا ما بين القلب والعقل ، إستسلم الهواء من جوفي بتنهيدة مختلة ، أو يمكن أن أصفها هكذا ، أسندت ظهري بظهر الكرسي أرفع أقدامه العلوية ليقف بالخلفية أمرجحه برفق كي لا ينتهي علي بفضيحة ضلع
مكسور.

لاحظت خفوت ضياء البدر الذي ينساب على مكتبي حيث شاهدته يختبئ بين مجموعة غيوم داكنة جعلت من مكاني حالكًا بشمعتين فقط وكأنني شعرت بفكرة تتحرك داخل عقلي لمجرد تأملي للمنظر.

بصرت جانبي حين لاحظت ذلك الكتاب لأسحبه بين يدي أمسح غلافه المسطر بإسمه عرش سبأ (عروس الجحيم) 
إعتلت شفاهي ابتسامة دون وعي مني لربما حملي لكتاب ثمينٍ مثل ذاك كان السبب في ذلك.

الغدر والخديعة | 𝐁𝐚𝐲𝐛𝐚𝐫𝐬 𝐚𝐜𝐚𝐝𝐞𝐦𝐲    حيث تعيش القصص. اكتشف الآن