الغدر والخديعة | 𝐁𝐚𝐲𝐛𝐚𝐫𝐬 𝐚𝐜𝐚𝐝𝐞𝐦𝐲

نحو الأكادمية | 03

اليونان: 06:30

عند عتبة الباب حيث تقف صوفي تحتضن سمانثا وكلمات الوداع تعبر عن الشوق كأي أمٍ ستشتاق لبنتها طوال فترة الفراق القادمة "سأشتاق إليكِ كثيرا أمي" ضمتها صوفي أكثر تغرس رأس إبنتها بكتفها كأنما تخاف أن تغادر وتبتعد عنها وهذا ما لا تريده ولا تتمناه أبدا لكن بات الأمر ضروري لتدرس وتتعلم عناصر وشطور السحر والذي بدوره يحدد مقامها بعالم السحرة.

"وأنا أيضا حبيبتي وأنا ايضا.." تهانفت للبكاء تشد ذراعيها في حضن ضيق يعيشتان لحظة سلمية غافلتان عن الواقفين بالخلفية . هو يشاهد بفم فاغرَ قليلا وحاجبه يكاد يتجاوز جبهته من الإستغراب يدفن يديه بباطن جيوبه ونفس الشيئ للتي بجانبه.

تحمل حقيبة ظهرٍ على كتِفها وحقيبة أخرى بعجلات تمسكها باليد الأخرى وتعتليها ملامح والدها يشاهدان بصمت  ، لاحظتهما صوفي أخيرًا وعقدت حواجبها فورًا
"مالذي تفعلانه عندكما؟" رمش كلاهما برتباك يصدران طنينًا حلقي قبل أن يستديرا لبعضهما.

"لا لا شيء عزيزتي نحن فقط نقوم بما يلزمه الأمر.."
أجاب ويليام يغلف كتفي جيسيكا بكفيه يعود لها هامسًا "إعذريني صغيرتي لكن أباكِ ليس مثل أمك .. أقصد أنا لا أجيد تلك اللغات ، عناق وقُبل .. تعرفين"رمشت هي مرتين قبل أن تبتسم بجانبية   " ولا أنا أبي" أصدر ويليام ضحكة مكتومة لقد وجد نصف طباعه في بنته وهذا ماجعله يبتسم اكثر.

"حسنا دعينا نرى ... فالنفترض أنه تم التنمر عليكِ فما ردة فعلك جيسيكا؟" إستغربت من سؤاله تضم ذراعيها لصدرها بتعبير ناعس "بجدية أبي؟ أنا مثالية تماما فما الشيئ الذي يجعلهم ينتقدونني؟"

أتت لحظة إدراك من جهته وهو يحضن ذقنه بيده "لديكِ وجهة نظر في ذلك .. حسنا سؤال آخر فالنفترض أنّه تم الإعتداء عليكِ ماذا ستكون ردة فعلك؟" سمح لها بتفكير للحظة يراقبها قبل أن تنقر بلسانها "سؤال وجيه ، يمكنني إستخدام بعض من السحر الذي سأتعلمه لاحقًا وهذا سيعمل على إبعاده أبي"

يومئ لوجهة نظرها العملية لكن قبضته تشتد أكثر على كتفها "وماذا لو لم تكوني قد تعلمتيهِ بعد حينها" رمشت عدة مرات قبل أن تبتسِم بمكر وتجيب "ليس عليّ أن أخبرك بما سأفعله أبي .. أنت تعرف إبنتك جيدا" ضحك بصوت عالٍ يهزّ رأسه بتسلية ، هو يفهم بضبط ما ترمي إليهِ بنَته لقد كان غافلا تماما أنها ليست من النوع الذي يسكت على من تجاوز أراضيهِ أبدا.

"حسنا حسنا هذه هي ابنتي التي أعرفها .. لكن بجدية ماذا لو تملقكي أحد الشّباب هناك أي وضعية ستتخذينها؟" تغيّرت ملامح ويليام إلى لمحة من الجدية في طرفة عين حتى أن جيسيكا كادت تظنّ أنّ أباها مصاب بإنفصام شخصي ، رمشت عدة مرات مجددا قبل أن تعقد حاجبيها"ما نوع السؤال أبي؟ لا يمكن لأحد أن يتملق إبنتك أضمن لك بأنه لا أحد يستطيع جلب إهتمامي فجميعهم متشابهون"