كواكب داخل الكوكب

الفصل الثاني عشر(إعدام)

شعر (بنيامين) بالصدمة حيث إنه توقع أن يكون الخائن فرداً من الرتب العليا ولم يفهم لما قد يفعل شخص بمكانته العالم (نوح) شيء كهذا ليسأله على الفور
بنيامين (مصدوما): ماذا؟ مستحيل! لماذا؟
نوح: لماذا؟ أتسألني لماذا؟ هل من الغريب أن أقف مع المظلوم؟ هل من الغريب أن أخون وحش مثلكم أتوا ليخربوا وينهبوا ويسرقوا خير هذا المكان؟ أنا من يجب أن أسأل ألا تشعر بالذنب؟
بنيامين: أنا أقوم بخدمة وطني بالطبع لا أشعر بالذنب فواجبي إطاعة أوامر رؤسائي فهذا ما أقسمت عليه
نوح: لقد أقسمت على طاعة أوامر رؤسائك ولكن هل أقسمت على قتل الأبرياء؟
بنيامين: أنا أعرف أنهم ليسوا وحوشا من المستحيل أن أصدق ما قاله الإعلام الأرضي الفاسد أنا الآن هنا وأستطيع أن أرى بوضوح أنه من المستحيل على قوم بدائيين كهؤلاء أن يهجموا على الأرض
نوح: إذن لماذا تحاربهم وتقتلهم؟
بنيامين: لأن هذا سيكون في مصلحة كوكبنا أسمع الحياة على كوكبنا لم تعد كما كانت فالهواء أصبح ملوثاً والموارد ليست كما كانت في السابق وفي وقت قريب لن تكون الموارد كافية للجميع وقد يموت الملايين بسبب نقص الموارد ولكن هذا الكوكب غني بالتربة الصالحة للزراعة وغني بالمعادن وغني بالحياة الحيوانية والنباتية غني بكل شيء والسيطرة عليه ستضمن للأرضين حياة أفضل
نوح: حياة أفضل على حساب أناس أبرياء؟
بنيامين: نعم فأنا أفضل موت أشخاص غربيين مقابل أن يعيش أهلي حياة سهلة ومرفهة على أن يموت أهلي وتعيش كائنات غريبة مثلهم لا أقول إنهم وحوش أو مجرمون ولكن وجودنا مفيداً أكثر من وجودهم أنهم بدائيون ولا يعرفون حتى قيمة المعادن والموارد التي لديهم في ذلك الكوكب
نوح: وجودنا مفيد أكثر منهم؟ ومن أنت لتحدد من وجوده مفيداً أكثر؟
بنيامين: القوي هو من يحدد كل شيء دائما هذه هي الحياة والآن سيتم التحقيق معك أمام قادة الأرض وستخبرنا كيف كنت تعرف المعلومات
وبعد أن تم أخذ (نوح) إلى داخل المدينة ووقف أما الشاشة التي بها قادة الأرض بدأوا بالتحقيق معه وعن الطريقة التي أخذ بها المعلومات التي أرسلها لهم وعن كيفية إرسالها
ليجيب (نوح): اخترقت معظم أجهزة الاتصال الخاصة (ببنيامين) كما أنني زرعت بعض أجهزة التصنت في غرفته في الأوقات التي كنت أدخل فيها لتسليمه التقارير كيف كنت أسلم الفضائيين المعلومات؟ لقد أتيت إلى هذا الكوكب مرتين قبلكم وفي المرة الثانية استضافني كبير الفضائيين في بيته وظللت فيه أسابيع لذا عرفت أنه يوجد بعض الخنادق فيه ولهذا السبب عندما أتيت إلى هنا طلبت أن يكون بيته هو معملي
بنيامين: من المستحيل أنك تمكنت من اختراق تلك الأجهزة أنها ذو نظام حماية عال جدا وأيضا من المستحيل أن تتمكن من وضع أجهزة تصنت وأنا بالغرفة من دون أن ألاحظ أتظنني غبيا؟
نوح (ساخرا): نظام أمان عال جدا؟ لا أعتقد ذلك فاختراقها كان أسهل من شرب الماء بالنسبة لي
أما بالنسبة للتصنت نعم فعلتها وأنت تقرأ التقرير ولا أظنك غبيا بالطبع بل أنا متأكد من أنك كذلك
بنيامين (غاضبا): ستدفع الثمن حياتك
القادة: صمتا، وهل الإصابات التي تكبدتها أثناء هجومهم المضاد كان متفقاً عليها معهم؟
نوح: نعم قبلها بيوم ذهب إليهم وخبرتهم أننا سنكون هناك وأعطيتهم المعلومات عن كيفية عمل الأسلحة التي سيجدونها في السيارة وأخربتهم أن يصيبوني أنا ونائب القائد وحذرتهم ألا يقتلوا (مارتن) لأنه بعد كل شيء صديقي العزيز ونفس الشيء في هجوم الانتقام الخاص بنا الذي فشل أخبرتهم أنكم ستهجمون على تلك المدينة وأخبرتهم أن ينقلوا الأسلحة التي أخذوها إلى تلك المدينة وأن يحضروا الفخاخ
القادة: هل كان لديك أي شركاء؟
نوح: لا كنت أعمل وحدي
القادة: سمعنا ما يكفي ونحكم عليك بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى
ولكن جاءت (لبنيامين) فكرة وهي ألا ينفذ حكم الإعدام داخل المدينة أو أمام الجنود بل ذهب بجيش إلى أرض الفضائيين الذين صدموا بعد أن رأوا (نوح) مقبوضا عليه ومكبلا وطلب منهم (بنيامين) إحضار كبيرهم ليتفاوض معه عن إمكانية تبادل (نوح) بالأسلحة التي أخذوها في الهجوم المضاد أتى بالفعل كبير الفضائيين ورغم أنه لم يثق (ببنيامين) إلا أنه وافق على الصفقة أملا أن يوفي (بنيامين) بوعده ولأنه شعر بالذنب مما يحدث (لنوح) بينما كان (نوح) يحاول منعهم صارخا ( إياك أن تصدقه لن يفي بوعده منذ أن أتى إلى هذه الدنيا وهو يخلف الوعود إياكم أن تثقوا به)
ليأمر (بنيامين) الجنود بضربه وإسكاته
لكن كان كبير الفضائيين آملا أنه يستطيع إنقاذ من ضحى بنفسه محاولا إنقاذهم لذا أتم الصفقة وعندما تمت الصفقة وسلموا الأسلحة أطلق (بنيامين) النار على (نوح) على مرآة ومسمع الجنود والفضائيين الذين بكوا وصرخوا عليه ومات (نوح) وهو مقتنع تماماً بما فعله مات من دون أن يشعر بأي ندم أو ذنب مات ولم يخبر أحد أن (مارتن) كان يؤيد قراره في الدفاع عن الفضائيين وهو الذي ساعده في التجسس على البشر واختراق أجهزتهم ووضع أجهزة التصنت في غرفة (بنيامين)
وأمر (بنيامين) الجيش بإطلاق النار على الفضائيين وقتلهم جميعا وما زل البشر يقومون بقتل الأبرياء الى اليوم دون ان يشعروا بأي ذنب ودون أن يدخل أحد لمحاولة إنقاذ الأبرياء.
الأب: كان تلك هي قصة الفضائيين يا بني
الابن: هذه قصة حزينة وتظهر كم أن البشر أشرار من الجيد من مجرد قصة خيال علمي وليست واقعية
الأب: في الحقيقة يا بني هذه ليست قصة خيال علمي بل هي فعلا قصة حقيقية في الحقيقة كوكب (APALIS) موجود وقد اكتشفه البشر منذ زمن بعيد ووصلوا البشر إليه بالفعل ليس هذا وحسب بل وأيضا قتلوا سكانه وسرقوا ثرواته واستغلوا وسائل الإعلام لتظهرهم كالأبطال وتظهر السكان الأصلين كالوحوش هذا الكوكب قريباً جدا من كوكبنا ... لا بل هو داخل كوكبنا قصة هذا الكوكب هو ما يحدث في (أفريقيا-فلسطين-أفغانستان-ليبيا-العراق-سوريا) والكثير من الدول المستضعفة الأخرى أمعن النظر يأبني وستجد أنه يوجد الكثير من كواكب (APALIS) في كوكبنا.