نشأ كيڨين وميتسوري كجيران في حي فقير. لا يفصل بين شقتيهما سوى عدة بلاطات. ولكن لم تبدأ صداقتهما بسبب هذه الجيرة بشكل أساسي.
لم يكن ميتسوري طفلًا إجتماعيًا و بالرغم من كونه يتحرق شوقًا لأن يشعُر بمعنى أن يكون لديه صديق، إلا أنه كان يواجه صعوبةً في التقرب من الآخرين. وبالكفةِ الأخرى، لم يكن كيڨين مبادرًا، بدى الأمر دائمًا بالنسبة لميتسوري بأن كيڨين مجرد طفل عنيف لا يُطيق احدًا.
في إحدى الليالي وعندما كان كيڨين بالسابعة، إرتفع صوت شِجار والديه، لم يكن الأمر مميزًا بالنسبة لكيڨين، ولا حتى لسُكان المبنى رديء الجدران.
ولكِن هذه المرة قرر والدي كيڨين الطلاق. وكما هو متوقع، قررى ان يكون كيڨين ضحية فشل علاقتهم حتى اللحظة الأخيرة.
صرخت والدته: إختر انا ام والدك!
"اللعنة عليك، لما تخيرينه؟ لما تريدين وضعه في هذا الموقف؟، كيڨين سيمكث معي بالتأكيد" همّ والده هو الآخر بالصراخ
ولأول مرة، افصح كيڨين عن رأيه، رافضًا المكوث مع اي منهما لينتهي به الحال مطرودًا من الشقة.
سمِعت والدة ميتسوري كل شيء، وفور رؤيتها لكيڨين من خلال العين السحرية، فتحت باب شُقتها وعرضت عليه الدخول.
رفض كيڨين بالبداية، لكِن عدم وجود خيار آخر بالإضافةِ لإلحاح والدة ميتسوري دفعه للموافقة.
َحاولت والدة ميتسوري التخفيف عن كيڨين مخبرةً إياه ان كل شيء سيكون على مايرام. لكن وبداخل كيڨين علِم جيدًا أنه ليس هنالك امل وان ذلك المنزل سيكون مشتعلًا دائمًا.
أدخلت والدة ميتسوري كيڨين لغرفة إبنها لينام فيها. نظر ميتسوري لكيڨين مستغربًا وجوده، لكنه وبالنظر لصوت الشِجار السابق تفهم ذلك.
وبعد ان عمّ الصمت سأل ميتسوري: لما تبدو مُنتحبًا دائمًا؟
كيڨين: لست كذلك
ميتسوري: اهذا بسبب والديك؟
اعطى كيڨين ظهره لميتسوري واختبأ داخِل اللِحاف.
كان من السهل على ميتسوري ان يلاحظ بأن كيڨين يبكي نظرًا لصوت شهقاته المكتومة
لم يعلم كيف يخفف عنه، لكن كل ماكان يملكه هي تلك الانشودة المسيحية التي كانت تغنيها له امه بكل مرة يبكي فيها
اقترب ميتسوري من كيڨين وبدأ ينُشدها بينما يربِت على كتفه، إستمرا على ذلك لمدة حتى غط كليهما في نومٍ عميق.
أفاق ميتسوري باليوم التالي ولم يكن كيڨين بمكانه، بحث عنه قليلًا ليجده واقفًا امام شقة والديه بِلى حراك، يستقبل صدمة مغادرتهما للشقة وتركه خلفهم
اضطر كيڨين للعمل في دوام بعد المدرسة ولقبول التبرعات من اهل الحي ليؤمن لقمة العيش وكان هذا بالنسبة لكيڨين كفيلًا برمي كبريائه عرض الحائط
