بعد مرور ثلاثة أيام على زيارة هانا لمكتب يونغي، كان هوسوك يجلس مع عائلته في غرفة المعيشة. كان يحاول الاستمتاع بوقته معهم، لكنه لم يكن قادرًا على إخفاء حزنه العميق. رغم أنه كان يبتسم بخفوت، إلا أن عينيه كانت تفضح مشاعره الداخلية. كانت كل لحظة يقضيها مع عائلته تذكره بالفجوة الكبيرة التي تركها رحيله عن المعسكر، وفقدانه للروابط القوية التي بناها هناك.
في المطبخ، كانت هانا تحضر العشاء. وبينما كانت تقطع الخضروات، كانت أفكارها مشغولة بحالة أخيها. كانت تفكر بعمق في وعدها ليونغي، وفيما إذا كان سيأتي فعلًا لزيارة هوسوك كما وعدها. كانت تعرف أن وجود يونغي سيعيد لأخيها بريقه القديم، لكنها كانت تخشى أن يخيب ظنهما. وبينما كانت تفكر، قطعت هانا الخضروات بدقة، محاولة التركيز على العمل لتشتت انتباهها عن القلق المتزايد.
بعد مرور ربع ساعة، كان هوسوك قد قرر أن يقوم بإعداد سندويش بسيط لنفسه. رغم أن العشاء كان قريبًا، إلا أنه شعر بالجوع المفاجئ. بدأ في لف السندويش بتركيز، محاولًا نسيان الأفكار التي تسيطر عليه. وبينما كان يأخذ لقمة من السندويش، رن جرس الباب فجأة.
توقف هوسوك للحظة، ثم نظر حوله بارتباك. لم يكن يتوقع زوارًا في هذا الوقت. نهض من مكانه وذهب ليفتح الباب، وفي ذهنه تساؤلات حول هوية الطارق. وعندما فتح الباب، كانت لقمة السندويش لا تزال في فمه، لتشهق بصدمة كبيرة عندما رأى من يقف أمامه.
**هوسوك:** (بصوت مكتوم ومندهش) "يونغي؟"
لم يستطع هوسوك تصديق ما يراه، وكانت صدمته كبيرة لدرجة أنه كاد أن يختنق بلقمة الطعام في فمه. بدأ بالسعال بشدة، محاولًا استعادة تنفسه. رد فعل يونغي كان سريعًا، إذ تقدم نحوه بسرعة وأمسك به، وبدأ بالضرب على ظهره بخفة كي يساعده على التنفس بشكل طبيعي.
**يونغي:** (بصوت حازم ولكن حنون) "خذ نفسًا، هوسوك. اهدأ، سأكون هنا لمساعدتك."
بعد لحظات من السعال، بدأ هوسوك يشعر بالراحة. لكن عيناه لم تستطيعا إخفاء مشاعره، فقد امتلأت دموعه من فرط التأثر والسعادة. على الجانب الآخر، كان والدا هوسوك يقفان في غرفة المعيشة، يراقبان الموقف بقلق، ولكن بحب واهتمام أيضًا. كانوا يعلمون أن هوسوك ليس لديه أصدقاء مقربون بهذا الشكل، ورؤية هذا الموقف جعلتهم يشعرون بمدى أهمية يونغي في حياة ابنهم.
**والدة هوسوك:** (بصوت منخفض) "من هذا؟ يبدو أن هوسوك قد وجد أخًا آخر."
**والد هوسوك:** (بابتسامة هادئة) "نعم، يبدو أنه أكثر من مجرد صديق."
عندما هدأ هوسوك أخيرًا، نظر إلى يونغي بعينين دامعتين، محاولًا العثور على الكلمات التي يعبر بها عن مشاعره. كان يريد أن يشكره، أن يخبره بمدى اشتياقه له، لكن الكلمات لم تكن تأتي بسهولة. في هذه اللحظة، لم يستطع يونغي إخفاء مشاعره كعادته. كانت كل حواجزه تتلاشى أمام هذا الموقف.
YOU ARE READING
بين الحب والانضباط
Разноеينضم المجند الشاب هوسوك إلى معسكر عسكري حيث يواجه تحديات جسدية ونفسية تحت إشراف الضابط الصارم يونغي. رغم انضباطه الشديد، يظهر يونغي جانبًا رقيقًا عندما يساعد هوسوك على النمو والتطور. تتعقد الأحداث عندما يقع يونغي في حب أخت هوسوك الصغيرة، مما يخلق تو...