الجيل التالي: من رواية ذئبي الأليف

5

-” إلى اللقاء، أراك يوم الخميس سيدي".
دفعت هيثر باب محل البقالة لتغلقه بما أن يديها مشغولتان بحمل أكياس مشترياتها، لقد انتهت للتو من دوامها في البقالة لذاك اليوم و اشترت ما تحتاجه العائلة من النفس البقالة لتعود للمنزل، كان وقت الظهيرة بحيث كانت الشمس تتوسط زرقة السماء، مما جعل الجو أدفأ قليلا على الرغم من أن الخريف كان في منتصفه.كم هي متعبة… و تتضور جوعا أيضا، فقط ترجو أن تكون والدتها امتلكت بعض الوقت لإعداد الطعام و إلا ستضطر لإعداده بنفسها.

مشت على الرصيف تحمل أكياسها بعيون زرقاء بارزة… شاردة، سبق و فكرت كثيرا بالأمر، أعني… إن حصل و التقت رفيقها و هي ما تزال أوميجا، إن كان أوميجا هو الآخر فلا بأس، كانا ليشجعان بعضهما على العمل أكثر على أنفسهم من أجل مستقبلهم. إن كان دالتا فقد تحصل على ردة فعل محبطة منه في أول مرة على الأقل، و كان ذاك أمرا قد تفهمه تماما… أن تحصل على رفيقة أضعف منك هي مسؤولية أكبر على كاهل أي شخص، لكن كان ليشجعها هو الآخر، ما كان ليترك رفيقته مهما كان السبب… أو هكذا كانت تعتقد على أيّ حال.

هيثر لم تفكر ولو لثانية في حياتها أن يكون رفيقها ألفا… ملكيّ، ألفا ملكيّ مستقبليّ، و حتما لم تكن ردة فعله القوية تلك هي ما توقعته، أيّ مستذئب هذا الذي يستطيع الابتعاد عن رفيقته شهرا كاملا، أو ربما للأبد، لأن هذا ما فهمته من مغادرته بذاك الشكل، لذا هي تعيش حياتها الآن كما لو أنها لم تجد رفيقها بعد، و لن تجده مطلقا، لم تخبر والديها بشأنه، و لا مدربتها أن ذاك هو السبب في تراجع مستواها التدريبيّ، أن ذئبتها لم تعد تطيق فعل أيّ شيء بعد ما حصل.

اقتربت هيثر من حيّها السكنيّ، و حاولت الهرولة بأسرع ما يمكن بحيث لا تجذب الانتباه لنفسها أنها تحاول الهرب، ذلك حين رأت تلك السيارة السوداء المضلّلة مركونة على نفس المكان، أيّا من كان صاحبها، فهو يركن تلك السيارة هناك منذ أكثر من أسبوع تقريبا، في نفس المكان دون أن يخرج منها، أو أنه ليس هناك من الأساس، لا تستطيع التأكد لأن السيارة مضلّلة بالكامل.

لو كانت في قطيع أقوى، لو كانت في قطيع ألفاه يهتم على الأقل لكان صاحب السيارة قيد التحقيق. قد تبدو سيارة سوداء مركونة لمدة أسبوع في مكان معين أمر لا يشد الانتباه في القطعان الأخرى، لكن ليس في قطيعها، ليس في قطيع ألفاه يحمل داخله جشعا يكفي ليحرم حتى الدالتا من امتلاك أموال تمكّنهم من شراء سيارة، لذا أصحاب السيارات هنا نادرون جدا، بحيث أي فرد من القطيع هنا يستطيع ذكر طراز كل السيارات الموجودة في القطيع و أرقامها… و هذه ليست ضمن تلك السيارات.

و لأنها تربّت أن تكون حذرة على الدوام فعقلها مبرمج على توقّع الأسوأ دوما، لذا توقعها الوحيد كان أن صاحب السيارة هو ذئب ضال قد سرق تلك السيارة بعد قتل صاحبها، ربما من أجل مراقبة القطيع الأضعف في المملكة من أجل الإطاحة به.