**الفصل السابع: الضربة الاولى (بداية النهاية)**

11 1 0
                                    


في صباح اليوم التالي، استيقظت نوءه وقد حملت على كاهلها ثقل القرارات التي يجب أن تتخذها. لم تكن تعلم أن تلك المواجهة التي تنتظرها قد تكون الفصل الأخير في حياتها وحياة من تحب. توجهت إلى غرفة أمال التي كانت تستعد للخروج في مهمة يومية، ولكن نوءه أوقفتها بجدية لم تعهدها من قبل. "أمال، أحتاج منك أن تذهبي إلى ريم وتخبريها أنني أريد مقابلتها عند الجبل، في مكان غير مأهول بالناس."

نظرت أمال إلى نوءه باندهاش واستغراب. "لماذا تريدين مقابلتها هناك؟ ما الأمر؟" سألتها بلهجة تحمل القلق أكثر من الفضول.

ابتسمت نوءه ابتسامة باهتة وقالت: "سأخبرك لاحقًا، ليس الآن."

لكن أمال لم تكن راضية بهذا الرد. "نوءه، أريد أن أفهم الآن. قلتِ لي أنك لن تطيلي الغياب أكثر من ثلاثة أيام، لكنكِ غبتِ أسبوعًا ونصفًا وعدتِ بحال غريب. تركتِ منزل زوجك وجئتِ لتنامي هنا، والآن تريدين مقابلة ريم في مكان منعزل. ماذا يحدث؟"

تنهّدت نوءه بتردد، لكنها أدركت أن أمال تستحق الحقيقة. "حسنًا، سأخبرك. لكن أرجوكِ، افهميني. الأمر معقّد جدًا، ويجب أن تتقبّلي أن هناك أشياءً قد تكون غير مفهومة الآن."

بينما كانت نوءه تحاول تنظيم أفكارها لتشرح لأمال ما يجري، كان إسماعيل في منزله لم ينم طوال الليل. كان يشعر بالضياع والارتباك، لم يتمكن من فهم كيف يمكن لنوءه أن تصدق كلام ريم بهذه السهولة وتشك فيه. ظل مستلقيًا على سريره، غارقًا في أفكاره السوداوية، لدرجة أنه لم يذهب إلى عمله.

ولكن صديقه محمد، الذي كان يشعر بالقلق عليه، قرر زيارته في منزله. "إسماعيل، حالك لا يعجبني يا أخي. قلت إنك ستبقى في سفرك ثلاثة أيام لا أكثر، غبت طويلاً، وعُدت وتاركًا زوجتك في منزل أمها، وجسمك مليء بالجروح والتشوهات، والمرض يظهر على وجهك. أخبرني، ما بك؟"

نظر إليه إسماعيل بعينين متعبتين، وقال بصوت واهن: "لا شيء، سأخبرك لاحقًا. أنا الآن لا أريد الكلام."

لكن محمد لم يكن ليقبل بهذا الرد. "لماذا؟ ما الذي يشغل بالك؟"

فجأة، وبصوت حاد غير مألوف، صرخ إسماعيل: "قلت لك لا أريد الكلام!" صُدم محمد من رد فعل صديقه، ولكنه لم يظهر ذلك. ربت على ظهره وقال برفق: "يبدو أن هناك شيئًا كبيرًا يشغلك، وإلا لما صرخت في وجهي هكذا. سأتركك ترتاح الآن، وسأعود لاحقًا للاطمئنان عليك."

قبل أن يخرج محمد، قال إسماعيل بصوت منخفض: "محمد، أنا آسف. لم أقصد أن أصرخ في وجهك، لكن حقًا، لدي موضوع معقد وسأخبرك به في وقت لاحق."

ابتسم محمد وأجاب: "لا عليك يا أخي، أنا أقدّر ذلك. سأعود بعد قليل لأطمئن عليك." وخرج محمد من عند إسماعيل، عائدًا إلى عمله.

في هذه اللحظة، كانت ريم على دراية تامة بما يدور في بيت إسماعيل ونوءه. كانت تشعر بأن نوءه تخطط لشيء ما، وأنها تريد مقابلتها. ريم، التي كانت تشعر بأنها قد حسمت الأمر، بدأت تتساءل عن سبب رغبة نوءه في مقابلتها مجددًا. "لماذا تريد مقابلتي؟ ألم ينتهي كل شيء؟ ما الذي يمكن أن تريده الآن؟" تساءلت ريم مع نفسها، بينما كانت تُعدّ نفسها للقاء المرتقب.

سر الزهرة الذهبية ٢ (حرب القوى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن