في اللحظات التي كانت فيها الرياح تحمل معها ذرات من القلق والشعور بالخطر، كانت آمال تتجول في المنزل، قلبها يفيض بالاضطراب. منذ أن خرجت نوءه للقاء ريم، وهي لا تشعر بالراحة. شيء ما كان يقول لها إن الأمور لن تكون على ما يرام، وأن هناك أمورًا غامضة تدور في الخفاء. حاولت آمال تهدئة نفسها، محاولات التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، لكنها كانت تفشل في كل مرة. عقلها كان كبركان يغلي بالأسئلة والشكوك.لم تستطع آمال البقاء في مكانها، ظلت تتحرك في أرجاء المنزل كطائر حبيس، لا يعرف إلى أين يطير. فكرت في الحديث مع والدتها، رشا، لكن هناك شيء ما في داخلها منعها من ذلك. ربما كان الخوف من إثارة قلق والدتها، أو ربما كان شعورها بأن الأمور تتجه نحو شيء أكبر مما تستطيع حتى والدتها فهمه. قررت في النهاية أنها لا تستطيع الانتظار أكثر من ذلك. شعرت بأن الوقت يمضي ببطء شديد، وكل لحظة تمر تزيد من اضطرابها.
قررت آمال أن تأخذ زمام الأمور بيدها. كان عليها أن تعرف ما يحدث بين نوءه وريم، وأن تعرف لماذا تأخرتا كل هذا الوقت. لم تكن تعرف ماذا ستفعل إذا وجدت الأمور تسوء، لكنها كانت تعلم أن عليها على الأقل المحاولة. ارتدت عباءتها بسرعة وخرجت من المنزل دون أن تنطق بكلمة. كان في ذهنها فقط هدف واحد: الوصول إلى الجبل حيث كانت أختها في مواجهة لا تعرف نتائجها.
كانت الطريق إلى الجبل مليئة بالصخور والتضاريس الوعرة، لكن آمال كانت تسير بسرعة، لا تكترث للصعوبات التي تواجهها. كان عقلها مليئًا بالأسئلة التي تحتاج إلى إجابات. لماذا خرجت نوءه لمقابلة ريم في مكان بعيد وغير مأهول؟ ماذا كانت تفكر نوءه؟ ولماذا شعرت بضرورة أن تخفي الأمر عن الجميع؟ هذه الأسئلة كانت تدور في ذهنها كدوامة، تزيد من قلقها مع كل خطوة تخطوها.
بينما كانت آمال تسابق الزمن للوصول إلى الجبل، كانت المعركة بين نوءه وريم قد وصلت إلى مرحلة حرجة. ريم، التي كانت مملوءة بالغضب والقوة المظلمة، استدعت قواها لتطلق مجموعة من الذئاب السوداء القاتلة نحو نوءه. كانت هذه الذئاب، التي تعكس الظلام الكامن في أعماق ريم، تهدف إلى القضاء على نوءه بلا رحمة. كان الموت يقترب من نوءه بسرعة، وكانت تشعر بثقل اللحظة، كأن حياتها كلها معلقة بخيط رفيع.
ولكن، وقبل أن تصل الذئاب إليها بلحظات، كان هناك تحول مفاجئ في مسار الأحداث. في تلك اللحظة الحرجة، كان إسماعيل قد وصل إلى الزهرة الغاضبة في مكان بعيد، حيث كانت هذه الزهرة مصدرًا للقوة المدمرة التي تستمد منها ريم قواها. كان يحمل في يده سائلًا ذهبيًا، وهو السائل الذي كان يعتقد أنه يحمل الحل لكل هذا الشر المحيط. سقا الزهرة بهذا السائل الذهبي، متوقعًا أن يحدث تغييرًا فورياً، أن تخمد النيران المشتعلة داخل الزهرة، أو أن تتحول إلى شيء آخر أقل تدميرًا. ولكن لم يحدث شيء. الزهرة شربت السائل، لكن لم يكن هناك أي تغيير ملحوظ. شعر إسماعيل بالارتباك والضياع. كانت كل آماله معلقة على هذا السائل، ولكن ما حدث جعله يشعر بالعجز التام.
أنت تقرأ
سر الزهرة الذهبية ٢ (حرب القوى)
Fantasy"سر الزهرة الذهبية ٢ (حرب القوى)" رأينا في الجزء الاول من القصة ريم وهي تمزق جزء من الزهرة الذهبية املا في ان تأخذ قواها لكن ما حدث ان الزهرة الذهبية غضبت من ريم لانها مزقتها (آذاتها) فصارت قوى الزهرة قوى شريرة فقط وبكنها تصيب من يلمسها بعد تمزقها م...