PRINZMETAL||برينزميتال

الثاني والعشورن؛ ذنبان لم يُقترفا

"جونقهان"
تردد ذاك الصوت الناعم والهادئ بين ثنايا مسمعه ودفيناً في عقله.

يجد نفسه يلقي برأسه على حِجرها بينما بطريقة ما ودون أن يفتح عيناه بإمكانه رؤية هالتها الساطعة وملامحها المشرقة، مع شعرها البُني القصير المتطاير صحبة تنورتها الوردية الطويلة.

ابتسامتها العذبة وسعادتها التي تظهر في عينيها الباسمة، تداعب بأناملها الرقيقة خُصل شعره الذهبي برفق وتُمسح عنه أمامه وتُلملم نهاره.

"جونقهان..استيقظ"
نبست مجدداً ولا زال هو يغلق عيناه بعبوس ملامحه المرهقة خوفاً من أن يفتحهما ولا يجدها بقربه.

"جونقهان"
رددت أسمه للمرة الأخيرة مع مفارقته عناق رمشيه، و وجد نفسه نائماً على سريره يضع رأسه على وسادته الباردة الغارقة بأدمعه.

رفع جذعه ثُم حط بقدميه العاريتان على الأرض ولا يزال جالساً على سريره بوهن يكسو جسده وبؤس يستولي سكونه ذاك.

تنهد بإرهاق ومسح على عينيه الدامعة بكُم قميصه، وسكن في مكانه لبرهة حتى فزع رافعاً ناظريه ناحية الباب المُقابل له إثر طرقات خافتة عليه.

استقام من مكانه يتجه إلى الباب بخطوات متباطئة، فور أن فتحه سكن في مكانه محدقاً بنظرات فارغة في الجسد الذي يقف أمامه.

ارتبك، توتر كثيراً وتيبست أطرافه في عدم إدراك لما حوله..

#تشي يو

حدقت مطولاً بهئته بعد أن فتح لي الباب..
يبدو على غير عادته بملابسه القاتمة وملامحه الشاحبة في ذهول.

حينما رأيته شعرت وأني رأيت طفلاً ضائعاً يطلب النجدة بعيناه..كَم وددت حينها مُعانقته! في ذات الوقت كان تائها ومرتبك إثر رؤيته لي.

"مرحباً..جونقهان"
هذا ما نطقت به بتردد بعد أن وجدته قد ضاع بمقلتيه وهو يحدق بي..يبدو وأني فاجأته كثيراً!

همهم لي!..سمعته يهمهم بنبرة صوته الشاردة الهادئة وملامحه المتسائلة قبل أن يفارق بين شفتيه نابساً:
"مرحباً..هان تشي يو!"

وكأنما بالكاد بحث عن حروف ليُرتبها ويصيغها لي بجملة مفهومة، بإمكاني استشعار شيء خانق في نبرة صوته!

"مر وقت طويل"
قُلت  أحاول أن أظهر حتى أصغر إبتسامة أستطيع إظهارها..لأني بالكاد أستطيع كبح نفسي من البكاء، فكانت ابتسامتي صغيرة وإهانة وباهتة منكسرة، لم يكن هذا جيداً!