اسمي يوسف و انا اعيش في بلدٍ خليجي لكنني قضيت معظم طفولتي في المغرب.
كنت في الثانية عشر من عمري و قد اتذكر جيدا ذلك اليوم الذي اظطر فيه ابي للذهاب للمغرب من اجل عمله.
كنا في منتصف فصل الشتاء و كان البرد انذاك قارصا جدا حين جاء ابي الينا في وقت متأخر من الليل يعلن لنا ذهابنا معه للمغرب.
-امي:حسنًا متى سنذهب؟
-ابي:صباح يوم الغد
-امي:لكنني لم أحضر اغراضنا بعد
-ابي و قد بدى عليه التشتت:لا يهم ،كل شيء جاهز هناك...الان هيا بنا للنوم
استيقظنا صباح الغد باكرا و ذهبنا للمطار وعند وصولنا للرباط ،كان في انتظارنا احد من عمال ابي كي يقلنا لمنزلنا الجديد.
كان المنزل مبهرا ذو مساحة شاسعة و حديقة خضراء.كان ذو ٣طوابق زيادة على قبو و عليا و كانا اكثر الاماكن رعبا في هذا البيت.
بعد دخولي للمسكن،أحسست بشعورا غريبا ارعبني،وكانني غطست للتو في بركة من الدماء الباردة.
انتبهت امي لشرودي و قالت لي متعجبة:
-ما بك،لماذا لا تدخل؟تفضل
-...حسنا...
كان للمنزل حمامان،مطبخ،صالة استقبال و٤غرف كلها متشابهة ،ذات سريرين،اريكة،تلفاز و خزانة،كلها ما عاد واحدة. كان لون حائطها احمر و اثاثها اسود و لن تكن تحتوي على اريكة بل على ٦كراسي موضوعة وسط الغرفة بصفة دائرية حول مائدة صغيرة حمراء كان يتوسطها نجمة زرقاء غامضة . كانت مجموعة من الشموع مبعثرة في كل زاوايا الحجرة و كان ينبعث منها رائحة خانقة تشبه رائحة الدم المتعفن.
رغمة غرابتها ، فقد اعجبتني لسبب ما و صارت حجرتي الجديدة.