ما زلت أتذكر ذلك اليوم الذي غير حياتي.
اعلم أن البعض قد يقول انها غيرها للأفضل، بل العكس، غيرها لجحيم مرعب يأتيني بالمصائب فقط.
كنا صبيحة يوم السبت و قد اراد والدي الذهاب لإحدى الغابات المجاورة لبيتنا . كنت اتمتع باللعب في الارجاء الخضراء و استمتاع بالهدوء الذي يعم المكان، حتى لاحظت كوخا لم يكن هنا قبل وصولي فقررت الدخول لاستكشافه، فكنت في صغري طفل فضولي.
كان الكهف شاسع و مظلم و كانت الخفافيش تعم المكان، اما جداره، فقد كانت مليئة برسومات غريبة و كتابات غير مفهومة.
عند دخولي الكهف،اشتعلت شموع كانت مبعثرة على الارض بشكل عشوائي و بدأ الضوء يأخذ السيطرة على الظلام .
لاحظت طاولة تشبه التي تتوسط غرفتي فاقتربت منها.
كان فوقها كأس مليئ بمشروب لا أعرف مصدره ،كتاب و حجارة.
كانت تلك الحجارة دائرية و كان ينبعث منها ضوء زاد من جمال الكهف. اما الكتاب ،فكان غلافه اسود و لم يكن له عنوان او دار نشر و كانت صفحاته ملطخة بالدماء مما زاد فضولي فقررت اخذه معي.*********************. .
عند عودتي للبيت ،اتكأت على سريري و فتحت ذلك الكتاب الغريب و الذي كان مكتوباً في صفحته الاولى:
<<ان لم تكن مستعدا ،فما زال الوقت كي>>
تتراجع...
كنت في صغري اعشق الكتب و خاصة من النوع المرعب مما جعلني اظن انها مجرد مزحة من الكاتب فقلبت الصفحة ،لكن قبل ان انتهي من قراءة كلمة واحدة ،احسست بزلزال قوي قد عم في غرفتي.
عند سكون ذلك الزلزال ، خرجت مسرعا إلى مطبخ الطبق الاول كي ارى اذا كانت امي بخير.
-هل انتِ بخير؟؟؟
امي:نعم لماذا؟
-الزلزال!!!
-امي: عن أيّ زلزال تتحدث ؟
-الزلزال الذي حدث قبل دقائق!!!
-امي:لم يحدث شيئ .هل انت بخير؟ ربما احسست بالدوار فقط؟
-ربما...
قلتها عائدا الى غرفتي مقتنعا بكلام امي.
عندما عدت لغرفتي ،لاحظت انها كانت مقلوبة رأس على عقب و حين انحرف نظري الى السقف رأيت مشهدا ارعبني و لن انساه ابدا ،كانت الاف من العيون الحمراء تنظر الي بخبث و بعد لحظات يسيرة اختفت.
بعد انتهائي من تنظيف غرفتي ،سمعت صوت شخصًا كان يقف ورائي ،كان اسمر البشرة ،له ملامح عربية و كان يلبس ثوب انيق اسود .
-الرجل: لماذا آخذت الكتاب؟؟؟
-...
-الرجل: اجبني، لماذا اخذت الكتاب؟؟؟
-...
-الرجل:ههه...انت الآن بقراءتك هذا الكتاب قد دخلت في عالمنا و انا لا اظن انّ اخوانك سيتفهمونك. انّ عالمنا مستعصيا لكم و اذا دخلته لن تستطيع ابدا الخروج منه.
-عن اي عالم تتحدث؟؟؟
-الرجل: انت لن تفهم شيئا مما اقوله الآن لكني أعدك انك ستفهم يوما ما.
-لكن...من انت؟!
-الرجل: اطمأن ستفهم في الوقت المناسب...
قال هذه الكلمات ثم اختفى.
******************* .
3:00صباحا.
لم استطع النوم تلك الليلة لانني شعرت بان كان ثمة اشخاص يراقبونني فبقيت انظر الى السقف في شرود حتى استرقت النظر الى طاولتي فرأيت الكتاب موضوعا فوقها فقررت اخذه لقراءاته.
بدأت بقراءة الكتاب لكنني لم افهم شيئًا.كان الكتاب مكتوبا بالعربية القديمة و كان يحتوي على كلمات باللغة العبرية و بعض الرموز الغامضة. حاولت قراءة بعض صفحاته لعل افهم قليلا لكن دون فائدة فأعدته الى مكانه و ذهبت للنوم.
استيقضت بعدها بلحظات يسيرة مفزوعا ،فقد احسست ان احدا صفعني لكن عندما فتشت الغرفة لم اجد احد فقنعت نفسي انني تخيلت و عدت للنوم لكن عندما اغلقت عيني احسست بصفعة اخرى و لم استطع النوم بعدها فاتكئت على ظهري و بقيت انظر للسقف لكن شيئا ما بدأ بإصدار صوت غريب كان ينبعث من داخل المنزل فقررت الذهاب كي ارى ،ربما قد يكون قطة او عصفور.
تتبعت الأصوات التي قادتني الى العليا و عندما فتحت الباب لم اجد حيوان بل وجدت بعض الشمعات موضوعة بصفة دائرية و ما افزعني هو كتابي الذي كان مفتوح وسط تلك الشموع .كانت الصفحة غريبة و كان مرسوما فيها صورة رجل اعمى بدى و كأنه مجنون .
منذ ذلك اليوم بدأت اشياء غريبة تحصل لي و ذات مرة سأمت من هذه الأحداث فأخذت الكتاب و حاولت دفنه لكن عندما ذهبت للنوم احسست بانني أغرق و ان شخص كان يخنقني و بقيت هكذا لبعض الوقت حتى ذ هب ذلك الاحساس ،و لا اعرف لماذا لكني اتجهت مباشرة الى العليا و وجدت نفس المشهد-بعض شمعات موضوعة بصفة دائرية و وسطها الكتاب الذي كآن مفتوحا في نفس الصفحة- فاخذت الكتاب و ذهبت به لفناء المنزل لاحراقه ،لكن كلما كنت احرقه كان ثمة شيء يضربني من الوراء بقوة فاسقط مغميا علي.
مع الوقت ،تفاعلت مع هذه الأحداث و لم تعد تقلقني حتى يوم ميلادي ال ٢٣.
____________________________________________________
❤️🔥ان هذه الرواية من وحي خيالي و ارجو انها اعجبتكم❤️🔥
لا تتعلقوا كثيرا بالشخصيات...
فقد تموت فأي لحظة
👻✨