في صباح صيفي بديع، حيث كان ضوء الشمس يتسلل عبر النوافذ كحزمة من الذهب الخالص، استيقظت أناستازيا من نومها. كان ذلك اليوم مشمسًا بشكل استثنائي، حيث تزينت السماء بغيوم بيضاء كالقطن، والشمس كانت قرصًا أصفر سعيدًا يملأ الأفق بإشعاعه المبهج.
فجأة، رن المنبه على طاولة السرير، وبدت أناستازيا عازمة على بدء يومها. نظرت إلى الساعة بتردد، ثم نهضت بسرعة. قامت بروتينها الصباحي المعتاد: تجمعت ملابسها بعناية، واختارت بعناية، ثم توجهت إلى غرفة والديها لتمنحهما قبلة صباح الخير، قائلة بنبرة مليئة بالحب: "أراكم في المساء، إلى اللقاء."
ركبت سيارتها، والتي أطلقت محركها بصوت عميق، وغادرت إلى الطريق المؤدي إلى الوكالة التي تعمل بها. كانت الرحلة سريعة، والشوارع تتلألأ في ضوء الصباح المشرق، حيث تندفع السيارات كالسهم عبر طرق المدينة النابضة بالحياة.
عندما وصلت إلى الوكالة، اندفعت في الداخل، حيث كان جو الغرفة يعج بالحيوية والضجيج. وجدتها قد شهدت حدثًا خاصًا، حيث كانت الحلويات مُرتبة بأناقة على الطاولات في غرفة الاجتماعات
"هل سمعت؟ التف شخص في الوكالة الى اناستازيا بينما يحمل في يده كوبا من القهوة
اناستازيا ماذا ؟ كنت اريد السؤال
يرتشف من قهوته بعض الثواني القليلة قبل التفوه ؟ايضا روميو مافيرو أتى ليرى إذا كانت هذه الوكالة صالحة لإطلاق حملة إعلانات لمنتجات شركته لكن لا أظن أنه سيوقع العقد"أناستازيا ارتسمت على وجهها علامات التساؤل العميق: "هل لديه سلسلة شركات؟"
أخذ الزميل رشفة من قهوته لتستمر ثواني اخرى وبدأ يروي بمزيد من التردد "ليس فقط شركات بل فنادق ومنتجعات وشركة مُن..." توقف فجأة وهو يبتلع ريقه كأنما أدرك خطأ في حديثه ثم تابع ببطء: "وربما العديد من الأعمال الأخرى أيضًا يمتلك والده فندقًا ليس ضمن السلسلة لكنه يُعتبر جنة على الأرض"
أرجعت أناستازيا شعرها إلى الوراء بفعل أصابعها وسألت بتركيز "شركة ماذا؟"
رد الزميل متلعثمًا: "لقد أخطأت، قصدت مُن... مُن... تلك الحروف فقط، يعني منتجات نعم منتجات شركة تُنتج منتجات " قالها بتوتر بينما يعيد الارتشاف من قهوته
أناستازيا وقد أضحت عيناها تلمعان بالإدراك قالت بحسم: "إذن سيتم توقيع العقد اليوم"
رد الزميل بمرارة:"ماذا! أنت تستمعين إلى النقاشات التي دارت منذ ساعتين؟ أكيد سيرفض العقد"
بينما كانت أناستازيا تعيد تسريح شعرها إلى الوراء بلمسة حازمة بدت ملامح وجهها أشبه بمرآة تعكس تصميمًا لا يتزعزع وكأنها قررت أن كل عقبة ستُزال من طريقها. بعيون ملؤها العزم، قالت بصوت يحمل قسوة القرار الذي لا رجعة فيه: "سأتولى هذا الأمر بنفسي، فهو يتعلق بعملي ومسؤوليتي ولن أترك شيئًا للصدفة"
YOU ARE READING
عائلة مافيرو
Paranormalميلانو حيث تلتقي الأناقة بالقوة في مشهد لا مثيل له مدينة تشع فيها الثقة من كل زاوية يمشي فيها الرجال بأكتاف مرفوعة كأنهم أساطير تعود للحياة في شوارعها المرصوفة بالحجر العتيق النساء هنا رمز الرقي والجمال الخالد يسرن بثقة وجاذبية تعكس روعة المدينة تتر...