الفصل الثاني:في ضوء الشموع والظلال
أشارت اللحظات الأولى التي تلت غروب الشمس إلى نهاية يوم آخر مليء بالضغوطات والتحديات فجأة انفصلت اللحظات الساكنة عن بعضها، ليبدأ الهاتف في الرنين. نظرت أناستازيا إلى الشاشة، واكتشفت أن المتصل هو روميو مافيرو. كانت أصابعها تتوجه للظغط على زر الإجابة، لكنها حاولت ان تخفي فضولها خلف قناع من البرود واللامبالاة
ترد على الهاتف ادا بصوت رجولي تكاد عدوبته تخترق اذنيها حيث قال
"أهلاً سيدة تاديا بدون مقدمات لديكي نصف ساعة قبل وصولي استعدي سأخذك إلى الفندق"
ترددت لحظة في الإجابة لكنها لم تستغرق مدة لانها بالفعل تمتمت ببعض الكلمات الهادئة "مادمت تأمر فلن أتجادل لانني لن اتي "
لكن روميو قاطعها قائلاً "نصف ساعة وسأكون أمام بيتك"
رغم أنها كانت مصممة على الرفض شعرت أناستازيا بارتباك داخلي كان واضحاً أنها تريد الذهاب لكن في ذات الوقت كانت لا ترغب في تلبية أمره دون اعتراض تفكر في نفسها "لماذا أرفض ربما ينبغي عليّ الاستفادة من هذه الفرصة لكنني لا أريد أن أكون خاضعة لأوامره بشكل كامل" أخيراً أخذت نفساً عميقاً وتوجهت إلى غرفة نومها لتجهيز نفسها وهي تحاول تجاهل صراعاتها الداخلية
نظر أناستازيا إلى خزانتها بعيون غارقة في التفكير، وكأنها تبحث عن مخرج من دوامة مشاعرها المتناقضة. في ضوء الغروب المتسرب من نافذتها، تلعب ألوان الشمس على رفوف الخزانة، مخلّفةً ظلالاً ناعمة على الأقمشة المعلقة.
تتنهد بعمق، وتغمض عينيها لثوانٍ قليلة وكأنها تبحث عن توازنها الداخلي. ثم تبدأ في اختيار فستانها بلمسة مدروسة، حيث تمتد يدها إلى حيث يتدلى فستان متوسط الطول من قماش ناعم وراقي. تأخذه برفق، تلمس نسيجه الرقيق، وتستشعر كيف يتساقط بأناقة. اللون، الذي يميل إلى درجات الزرق السماوي، يعكس توهج الشمس الغاربة ويضفي عليها لمسة من السحر والهدوء.
تضع الفستان على السرير، وتبدأ في تسريح شعرها بعناية. ينساب شعرها بين أصابعها كالحرير، وتعمل على تصفيفه ليبدو أكثر تألقًا وجاذبية. لم يكن الأمر مجرد عملية تجميلية بل كان كانها تكمل رسم وتضفي اخر لمسات للوحتها المميزة.
ثم تأتي لحظة اختيار الإكسسوارات حيث تنظر إلى مجموعة من المجوهرات الصغيرة والمتألقة التي تنثر الضوء عندما تلمع. تختار قلادة ناعمة بأحجار كريمة صغيرة، وأقراط متناغمة تتلألأ بألوان تشبه لون الفستان، مما يعزز من تناغم مظهرها ويكمل إطلالتها بشكل مثير.
عندما تنتهي من ارتداء كل شيئ تقف أمام المرآة. نظرتها تتأمل في الانعكاس الذي يواجهها، تحاول أن ترى ما إذا كان كل عنصر متكاملًا بشكل يرضيها. كانت مشاعرها مختلطة بين التأهب للحديث مع روميو وبين التأمل في صمتها، تشعر أن مظهرها الجديد يعكس قوة هادئة وثقة متجددة.
YOU ARE READING
عائلة مافيرو
Paranormalميلانو حيث تلتقي الأناقة بالقوة في مشهد لا مثيل له مدينة تشع فيها الثقة من كل زاوية يمشي فيها الرجال بأكتاف مرفوعة كأنهم أساطير تعود للحياة في شوارعها المرصوفة بالحجر العتيق النساء هنا رمز الرقي والجمال الخالد يسرن بثقة وجاذبية تعكس روعة المدينة تتر...