"العالم مسرحٌ كبير والرجال والنساء مجرد ممثلين"
"شكسبير"_______________
يتقدم روميو بخطوات ثابتة يعبر الأبواب الخشبية العريقة التي تزينت بالنقوش التاريخية وارتفعت شامخة شاهدة على عصور مضت كلما اقترب من باب ينفتح تلقائيًا أمامه بينما الحراس يقفون بصلابة يفتحون له الطريق دون أن يلتفتوا أو يترددوا وكأن مرور روميو هو أمر مسلم به مكتوب في سطور المكان
هناك احد في غرفة واسعة كلاسيكية بها ضوء خافت ينير ظلام اللّيل يجلس السيد المتقدم في العمر بثبات وهيبة لا تخطئها العين. لحيته الطويلة التي احتلها اللون الأبيض تتماشى مع شعره الرمادي الذي يكسو رأسه كالفضة، مما يضفي عليه وقارًا وتاريخًا عريقًا ملامحه صارمة وقوية عيناه نافذتان كمن اعتاد إصدار الأوامر دون تردد تحمل نظراته حكمة السنين وشدة التجارب جبينه العريض منحوت بتجاعيد طفيفة تشهد على خبرات طويلة وحياة مليئة بالتحديات شموخه لا يترك مجالًا للشك في سيادته كل من يراه يشعر برهبة تجاهه وكأن حضوره وحده يكفي لفرض الاحترام والخضوع
يجلس على كرسي فخم مصنوع من الجلد ملون بالبنيّ الغامق في الغرفة التي تفيض بالفن والتاريخ الآ ان كرسيه يقابل حائط لا يحوي سوى لوحتين يحتلان مكانة بارزة على الحائط كانت اللوحة الأولى تجسد مشهدًا ريفيًا هادئًا مرسومًا بعناية فائقة يظهر في اللوحة نهر صافٍ يجري ببطء تتراقص مياهه تحت أشعة الشمس تنساب بهدوء على ضفافه الخضراء تصطف بيوت صغيرة بسيطة على جانبي النهر أسقفها القرميدية تنسجم مع الأجواء الريفية الهادئة حول البيوت تنتشر الأزهار البرية بألوانها الزاهية وكأنها نثرت بعفوية لتضفي جمالًا طبيعيًا على المشهد في الخلفية، تتعالى الأشجار المتناثرة على تلال ناعمة تضفي على اللوحة لمسة من السكينة والانسجام بين الطبيعة والبشر أمّا اللوحة الثانية تجسد قصرًا هائل الحجم وكأنه مأخوذ من قصص الأساطير واجهته الحجرية مرصعة بالتفاصيل الدقيقة تُظهر براعة المعماريين الذين بنوه وبراعة الرسام الدي جسده في على ورقة بشكل مسطح ارتفعت أبراج القصر نحو السماء مشرفة على الحدائق الشاسعة التي تحيط به نوافذ القصر الواسعة ذات الأقواس المزخرفة تعكس نور الشمس، وتبدو كأنها عيون ترقب الداخل والخارج بوابات ضخمة من الحديد الصلب تتوسط الواجهة الأمامية، محاطة بأعمدة رخامية فخمة مزينة بزخارف كلاسيكية أما سطح القصر فيتوج بقبب مذهبة تعكس ضوء النهار بطريقة خلابة لكن كان هناك فراغ بين هاتين اللوحتين مما يوضح ويبين انه مكان للوحة اخرى لكن لا توجد لوحة
صوت الطرق على الباب كسر صمت الغرفة المليئة بالفن والعظمة دون أن يتحرك الرجل الجالس بظهره للباب قال بهدوء وثقة "تفضل روميو"
YOU ARE READING
عائلة مافيرو
Paranormalميلانو حيث تلتقي الأناقة بالقوة في مشهد لا مثيل له مدينة تشع فيها الثقة من كل زاوية يمشي فيها الرجال بأكتاف مرفوعة كأنهم أساطير تعود للحياة في شوارعها المرصوفة بالحجر العتيق النساء هنا رمز الرقي والجمال الخالد يسرن بثقة وجاذبية تعكس روعة المدينة تتر...