08- الخوف الغير مُبرر

200 16 86
                                    

لم يُخِفني هو بل اخافتي خوفه مما واجهه

........................


وجدت روزماري نفسها محاصرة بين ذراعي ألكسيس، وشعرت وكأنها في قبضة مصيرٍ لا يمكنها الإفلات منه. في تلك اللحظة، أدركت أن استراتيجيتها لم تكن سوى خطأ جسيم، وأن محاولتها للتأثير على ألكسيس قد أفضت إلى ما هو أسوأ مما توقعت.

الإهانة تغلفها وتخنقها، حيث شعرت بكل لمسة من ألكسيس وكأنها تعمق في كرهها للرجال. تحولت الرغبة التي كانت تسعى لتحقيقها إلى شعور مؤلم بالتعرض والانكسار. فكلما اقترب منها، كان إحساسها بالضعف يتفاقم، ليذكّرها بأنها قد تجاوزت حدوداً لم يكن عليها تجاوزها.

-توقف! ما الذي تظن نفسك فاعلاً؟

-أليس هذا ما رغبتِ فيه؟

تدور في ذهن روزماري أفكار مضطربة، غير قادرة على تفسير مشاعرها المتضاربة.

"إنه... لا أستطيع مقاومته. هذا الرجل يعاملني وكأنه يفرض إرادته عليّ، لكنني أشعر كأنني أذوب في أوامره كما يذوب الماء في التراب. ماذا يحدث لي؟"

تحاول مقاومته، لكن لمسات ألكسيس وكفه الذي وضعه فوق بطنها تبدو ثقيلة، ليس بسبب وزنها بل بسبب الثقل الذي تحمله روحه. كلما اقترب من شفتيها التي لطخت بأحمر الشفاه، كانت مشاعرها تتداخل بين التحدي والخضوع.

يضع ألكسيس إصبعيه الأوسطين في فمها، قائلاً بصوت بارد:

-إن كنتِ فاشلة في التقبيل، فعلى الأقل تأكدي أنكِ تتقنين هذا.

توقفت روزماري قبل أن تحاول الكلام حين شعرت بأصابع ألكسيس تغوص في فمها. كانت الأظافر الباردة تلامس سطح لسانها بعنف، وكأنها تحفر في أعماقها رغبةً متوحشة في السيطرة. ارتعش جسدها، وكل خلية فيها تمردت على ما يحدث، ولكن قوة الخنق التي شعرت بها مع دخول أصبعيه إلى عمق حلقها جعلتها تتجمد، تحاول جاهدة أن تلتقط أنفاسها بصعوبة.

بدأت تشعر وكأنها في دوامة، فقدت السيطرة على جسدها في لحظات معدودة، كأنها انزلقت إلى عالم آخر حيث لا صوت إلا صوت دقات قلبها المتسارعة في أذنيها. رغبت في الصراخ، في دفعه بعيدًا، ولكنها وجدت نفسها مستسلمة لتلك اللحظة المروعة.

وسط هذا الفوضى التي تعصف بداخلها، نجحت بالكاد في سؤال ألكسيس، بصوت مختنق ومهزوم:

-ما الذي يعجبك في جسدي... لترغب في تقبيله إلى هذه الدرجة؟

التقت عيناها بعينيه الباردتين السوداء ووجدت فيهما نظرة لا تعكس سوى رغبة جامدة، خالية من أي تعاطف أو إنسانية. قال بصوت هادئ، ولكن نبرته كانت تحمل ثقلًا قاسيًا:

 جُـرعـة الـروزماريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن