ستة أيام متبقية...

46 4 9
                                    

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

منذ تركتني ناري في منزلي ليلة أمس وأنا لا أتوقف عن التفكير بشأن الرجل الذي رأيته، لقد كانت لمحة بسيطة وحسب لكنني انجذبت له على الفور.

هل كنت لأبدو مجنونة لو قلتُ مرحبا؟ ربما. لكن تمنيت لو بدوت مجنونة على العيش في ندم عميق، كان علي فعل المستحيل لرؤيته بشكل أفضل فعلى كل حال سأموت قريبا.

استيقظت هذا الصباح على صوت منبهي الذي ينذرني بمواعيد دروسي الصباحية لكن ما فائدتها على كل حال؟ كل ما أردته الآن هو مرور الأيام بسرعة فطالما لن أحصل على الحب لن أتمكن من الحصول على أي شيء أخر.

وحين عدت للنوم مجددا أدركت أن عقلي يتلاعب بي لأنه كان موجودًا هناك بكمال حلته.. ذلك الغريب الذي لمحته لثوانٍ لا تُعد بالأمس.

شعرت بواقعية الحلم، واقعي جدا وكأنني أستطيع الاقتراب منه والتمسك به لذا هل كنت أحلم حقا؟

"مرحبا؟" ناديته من على جانب الطريق الأخر لكنه لم يدر رأسه نحوي لذلك ناديت مجددا ولم يتحرك قيد أنملة فعينيه مركزتين بشاشته يغير قائمة الأغاني بينما يعدل سماعات أذنه.

هل تلك فرصتي الثانية؟ هل يشفق الحب علي لسبب ما؟ لا أريد الشعور بالندم أيا كان الحال لذلك سحبت قدمي نحوه بلا تردد.

بغتة فتحت عيني على مصراعيها لأدرك أنني عدت لغرفتي، لقد جعلني هذا الحلم أشعر بفراغ أكبر مما قبل.

حدقت بالسقف منهكة من الأخبار السيئة وحلمي الذي يبعث بخيط من الأمل، ما الذي يحاول الحب إخباري بشأنه؟ هل سأعيش أم لا؟

نهضت أستعد لقضاء يومي، أريد العيش بهدوء قبل مأساتي المحتومة لذلك اتجهت نحو حديقة الكلاب العامة لأستمتع بالطقس ولا ضير من مراقبة الجراء اللطيفة أيضا.

بدأت في التجول متأملة لطف هذه الكائنات وقد لاعبت بعضها بالفعل بعد استئذان مالكها وبعد ساعة تقريبا قررت المغادرة حتى رأيت ألطف ج
غولدن ريتريفر في حياتي يسير وحيدًا رغم وجود طوق حول عنقه.

"يونهو." قرأت الاسم بصوت عالٍ ثم فكرت في قرارة نفسي "ياله من اسم غريب لكلب." لكن ولسبب ما بدا الإسم مألوفا.

لمحت امرأة تركض نحونا أقناء قرفصتي بجانب الكلب حيث صاحت ترفعه عن الأرض وتعانقه بقوة "ها أنت ذا!"

"تملكين كلبا لطيفا حقا."

"صحيح أنا محظوظة جدا، ليته يتصرف بشكل أفضل قليلا." نطقت بنبرة ممازحة.

Countdown حيث تعيش القصص. اكتشف الآن