ثلاثة أيام متبقية..

18 6 0
                                    

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد ليلة مرهقة أدركت أن الوسيطة محقة، رغم أنني لا أريد الاستسلام لكنني تعبة جدا على أن أحاول حتى.. يبدو الأمر وكأنني أصفع جسدي ضد حائط قاسٍ.

لذلك بدا الاستسلام أسهل من التمسك بخيط ضعيف من الأمل، جسدي يؤلمني وعلى ما يبدو فالحائط لا ينوي عتقي.

حتى لو.. لقد تأكد العالم من وضعي في أسوأ حالاتي ففجأة بدأت برؤية كل شيء من حولي في ثنائيات، الطيور التي تطير في الصباح تحاول مقاومة الرياح، وتلك السيارتان اللتان تقفان سويا أمام الإشارة الحمراء، الأطفال الذين يلعبون معا رفقة دُماهم.. وناري ويونهو الثنائي المثالي.

الجميع يملك نصفه الأخر وأنا كنت مجرد جزء من فراغ لن يمتليء أبدا.

لكن النظر للأخرين جعلني أشعر بأنني أملك اليد العليا، لست مضطرة للتقيد بأي مسؤولية رفقة أحدهم لما تبقى من حياتي، لست مضطرة لتجربة الشجارات والانهيارات التي تزين كل علاقة.

لكن هل كان هذا فوزا فعلا؟ هل يمكنك أن تدعو شيئا كهذا بالنصر وأنت وحيد بالكامل؟ على أي حال التفكير في هذا بشكل سلبي لا يعود علي بأي فائدة ولذلك قررت غض بصري عن كل شيء سيء.

سأستمع مع نفسي ولو لمرة.

سرت في الطرقات أشاهد الثنائيات وحين وجدت زوجا مثيرا للاهتمام تبعتهم لأعرف ما يبدو عليه أن تكون في علاقة مع أحدهم. كل ما كنت أفعله هو رؤية ناري ويونهو مما كان يجلب الألم لقلبي لذلك أردت رؤية الجانب الجميل من الحب.

الجانب الذي يكون فيه الطرفان خجلان ومرتبكان وفي النهاية يتشابكان الأيدي، أو حينما يتبادلان الهدايا التي تذكرهما ببعضهما.

الحب الذي حلمت به بإختصار عليه أن يحدث في الواقع، أوليس كذلك؟

اتبعت ثنائي يتشابكان الأيدي حيث توقفا أمام شجرة جميلة لإلتقاط صورة معا وبعدها حل الهدوء عليهما وسارا بعيدًا عن بعض.

"لا أصدق أنك رفيقتي." نطق الرجل فور جلوسه على أحد المقاعد.

"صدقني أفضل الموت على البقاء معك."

"موتي إذن."

وبذلك راحت يتشاجران حتى أصبح الوضع لا يطاق، أعرف أن الحب معقد لكن لم أعلم أنه بهذا السوء.. ما هو هدف الحياة من هذا؟ لماذا تنزل المعاناة على الجميع؟

سرت بعيدا سامحة لقدمي بإرشادي لأي مكان محدقة بالأرض، لم أعرف إلى أين يمكنني الذهاب وبدون إدراك مني وجدت نفسي في المقابر.

Countdown حيث تعيش القصص. اكتشف الآن