أربعة أيام متبقية...

30 3 6
                                    

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

لم أر يونهو في أحلامي بالأمس لكن لا بأس معي منذ أنني سأجده قريبا.. علي إيجاده صحيح؟ لقد بدأت أشعر برابطة قوية نحوه والتي تقنعني بمنطقية قضاء أخر أيامي معه.

هو يبدو كرفيقي المؤقت حاليا وآمل أنني جيدة كفاية لأكون كذلك بالنسبة له لكن من قد تكون رفيقته الحقيقية؟ تلك الفكرة البسيطة جعلتني أشعر بالغيرة رغم أنني لا أعرفها حتى.

أنهيت روتيني المعتاد وانطلقت في رحلة بحثي عنه مجددا، لقد كان عقلي مشغولا بالتفكير بشأنه لدرجة تصيبني بالدوار.. هل يحبني أيضا؟ هل أركز على نفسي كثيرا؟ هل سيشعر بالتشتت بعد رحيلي؟

لا أريده أن يشعر بالألم لكنني وفي نفس الوقت أريد البقاء معه قدرما أستطيع.

لم أمانع البحث عنه طويلا في كل أرجاء المدينة، كان من الجيد اكتشاف أماكن جديدة وعرفت أنني سأشعر بتحسن فور إيجادي له في النهاية لكن لماذا يصعب الأمر؟ هل أفهم الأمر بشكل خاطيء؟ هل كانت هذه طريقته في رفضي؟

أريد أن أعرف ما الخطأ الذي أرتكبه.

لكن ربما أفرط في التفكير، إذا لم يكن يحبني كان ليخبرني صحيح؟ لكن ولأتأكد وحسب علي جعله يتقبلني.. مهما كان الذي يريد تغييره فسأتغير لأجله.

فأنا أريد أن أكون فتاة أحلامه.

قررت تغيير خطة لقائي به واتجهت نحو المتجر بدلا من ذلك ثم ذهبت للصالون وحجزت موعدا قبل أن أنطلق في جولة للتسوق.

لكن ما الذي يعجبه؟ ما نوع الفتاة التي يريدني أن أكون عليها؟

بدأت في تجربة أزياء كثيرة وقد تسلل شعور الإنزعاج لدواخلي حين رحت أبدل بين الواحد والأخر، لا شيء بدا جيدًا علي. هل ذلك خطأ مني مجددا؟ هل هذا هو السبب في عدم مقدرتي على إيجاد الحب؟

لا أعرف لماذا شعرت بالضيق فجأة، لماذا قلت ثقتي بنفسي؟ أنا فقط أريد من يونهو أن يحبني لكن هل سيعجبه حتى كل ما أفعله؟

سارعت بشراء الملابس المناسبة لي ثم اتجهت للصالون مخبرة مصففة الشعر "قومي بما تريدينه في شعري أرجوك."

"أهناك مظهر معين ترغبين فيه؟"

"أريد أن أبدو جميلة."

سرعان ما لفت الكرسي تقص شعري ثم أدارتني نحو المرآة فور انتهائها "هل يعجبكِ؟"

"أجل، أحببته." كذبتُ عليها ودفعتُ قبل أن أركض للحمام وأبدأ في البكاء. لماذا فعلت كل هذا؟ ماذا لو ظن يونهو أنني أبدو أقبح الآن؟

على تعويضه لكن ما الشيء الذي يعجبه؟

مسحت وجهي وبدلت ملابسي لأخرى جديدة قبل أن أعود للتسوق حيث مررت على المتاجر حتى وجدت ساعة جميلة معروضة في أحد المتاجر.

"من فضلك، كم تكلف هذه الساعة؟" سألت فور دلوفي مشيرة النافذة فأجابني الرجل "خمسمائة دولار." شعرت بصدمة عارمة فأنا لم أنفق هذا الكم من النقود على شيء واحد وخصوصا لو كان غير ضروري.

لكنه يستحق هذا.

"سآخذها." ابتسمت وغادرت المتجر وشعور الضيق في تزايد ولذلك عزمت على إيجاد يونهو مجددا بعدما فرغت من جولتي.

لقد اشتريت ملابس جديدة وحصلت على قصة شعر جديدة وبدأت أشعر ببعض الثقة بشأن مظهري.. آمل أن يقدر يونهو جهودي.

بدأت في السير مجددا حتى بدأت الشمس في الغروب، لم أدرك مرور الوقت بتلك السرعة أثناء تجهزي.. هل سأتمكن من إيجاده في الوقت المناسب؟

"يونهو؟" صرختُ لكن ما فائدة هذا حتى؟ هل سيستطيع سماعي؟ وحتى الغرباء ينظرون لي وكأنني مجنونة.. ربما كنت كذلك.

وحين كنت على وشك الاستسلام رأيت هيئة مألوفة فصرختُ "يونهو!"

سرعان ما التفت لكنه عاد للنظر لهاتفه متجاهلا وجودي تماما، ألم ينتبه لمظهري الجديد؟

"مهلا، هل فعلت شيئا ما خاطئا؟" حاولت سؤاله حتى رأيت فتاة ما تقترب منه ولم أفكر كثيرا لأنني رأيتهما يتعانقان.. هل تخطاني بالفعل؟ ألم أعنِ له أي شيء؟

قبضت على حقائبي بقوة عائدة للمنزل والدموع تغرق وجهي، ربما أبدو أكثر جنونا في نظر الناس الآن لكن هل يمكنكم انتقاد فتاة على وشك الموت حقًا؟

حين عدت للمنزل رميت كل شيء على الأرض وبدأت الصراخ في وسادتي. من تكون هذه الفتاة؟ ما الذي يجعلها أفضل مني؟

نظرت في المرآة متأملة مظهري مجددا، أبدو في حال فوضوي

"لقد فعلت كل هذا لأجلك رغم هذا." همست، هل يعرف كم جرحني؟ هل يهمه الأمر حتى؟ هل كانت فرصتي الوحيدة مجرد مزحة؟

هذا يعني أن الوسيطة محقة أكثر.. أنا ملعونة منذ ولادتي.

"الحب غبي جدا!" صرخت وبقيت أفكر في ماهية الأمر حتى أدركت أنني محقة.. يونهو لم يكن رفيقي، ولا حتى مؤقتا.

هل أنا غير محبوبة حقا...؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تشابترين لزوم الدلع بقى😇❤️

Countdown حيث تعيش القصص. اكتشف الآن