•••
الولايات المتحدة، نيويورك، التاسعة صباحا:يومٌ جديد و ساعات عملٍ متعبة جديدة لـ كلارا جونسون.
و المنبه قام بإفسادِ حلم وردي لها مرة أخرى، لتنهض ماسحة عينيها لتقوم بإخراس صوته المزعج كما تلقبه عادةً.
نزعت عنها البطانية الخفيفة التي لم تكن بحاجة لها فـ نيويورك في أوج صيفها.
" كلارا، الفطور جاهز إغتسلي و تعالي! "
"قادمة.."نبست لترتب سريرها، و تذلف لغسل وجهها و أسنانها.
إختارت طقما مناسباً لكونها سكرتيرة، ووقع إختيارها على واحد رمادي اللون.مشطت شعرها و رتبته في تسريحة ذيل حصان منخفض، و وضعت القليل من المساحيق التجميلية.
نزلت من الدرج لتذلف إلى المطبخ لتتبين لها الطاولة التي تضم الطعام كالعصير و الخبر و كذا المربي المفضل لها و هو مربى التوت الأزرق، و صحن فاكهة و بعض من الأطباق لم تنظر لها.
أخذَت كأساً من عصير البرتقال المصنوعِ منزليا، و قبل تأخد قطعةً من الخبزِ شردت و تاهت عمَا تفعله، ليبدأَ خيالها بنسجِ سيناريو جديد كعادتهِ، وضعت أُمها زجاجة العصير بقوة على الطاولة لتسترسل بالحديث:
"أهيَ إحدى خيالاتكِ الخصبةُ مجددا، لقد سئمت من هذا الوضع، لقد حددت موعِدا مع طبيبٍ نفسي خبير إِ.."
" لقد قلت أني لست مجنونة، ولا لن أذهب إلى أيّ طبيب، و لن تحددي موعدا مدبرا.. "
صمتت و هي تأخذ أنفاسها بعد صراخها في آخر كلامها، فقد طفح كيلها من هذا المجتمع، عندما تشرد قليلا يقولون مجنونة، تحادث نفسها مجنونة، لا تحبذ الصداقات مجنونة.
لكنها عرفت أن الجدال مع أمها في هذا الموضوع عقيمٌ و لن يُنجِب أية فائدة.
"أيتها الابنة العاقة إلى متى ستستمرين في رفض كل شخص يتقدم لك، أم أنك مثلية الجنس أيتها العاقة؟ ''
" لا لست مثلية، و لن أكون، و كذلك شكرا لك على هذا الصباح الرائع معنوياتي وصلت لعنان السماء بفضلك "رمت كلامها الأخير بامتعاض بادٍ على وجهها، لتحمل حقيبتها و هاتفها و خرجت من المنزل دون نسيان إغلاقه بقوة لـ ترك بعض الهيبة لها.
هي فقط تنسج خيالات حلوة تنسيها الواقع، و تحادث نفسها، و قد بحثت عن الأمر ووجدت أنها تعاني من متلازمة نفسية تدعى جوسكا، لكنها لا تظن أنها تعاني بل تجد أنها متلازمة رائعة لكن مجتمعها المتطور لا يتفهم هذا.
"نحن أكثر بلدٍ متحضر في العالم و لكنني لا أرى هذا"
نطقت بينما ترى نظرات أشخاص غير مسالمة، مشت إلى أن وصلت إلى محطة إنتظار الحافلات و بما أنها متأخرة قليلا ستذهب بتاكسي.رفعت يدها لتتوقف السيارة الصفراء، فتحت الباب و جلست و دلت السائق على مكان الشركة التي تعمل بها، شردت قليلا بينما بدأت تتخيل فارس أحلامها بني الشعر.
و لم تنتبه للوقت حتى سمعت صوت السائق:
"لقد وصلنا يَا آنسة"
"آسفة... تفضل"
أخذ دولاراته، و نزلت من السيارة، لتبدأ دوامها.
ذلفت لداخل الشركة لتسلم على فتى الإستقبال مايكل لكنها لا تصادقه.ولجت للداخل لتتبين لها مكاتب الموظفين.
وصلت لمكتب صاحبة الشركة لتطرق بشكلٍ خفيف على الباب، لـ يصلها صوتها سامحا لها بالدخول.
"آسفة على التأخر، سيدة آيلا"
نبست بتردد، و أما عنِ الاسم فالسيدة القابعة خلف مكتبها لا تحبذُ تسميتها بشُهرتها.
"لا بأس كلارا، اليوم ستكون ساعات العمل قليلة"
"عذرا، و لكن لما؟"
نبست بتساؤل، فهذا غريب!
" بما أن الشركة متخصصةٌ في الترويِج للكتب و المجلات و يعمل لدينا بعض الكاتبين، فقد بعت بعض الأسهم لصاحب أشهر مكتبة في نيويورك أدريان ويليامز "
صمتت قليلا ثم استرسلت:"لكن لا تقلقي عملك سيظل كما هو، و اليوم هو إعلان الشراكة"
"أوه، حسنا إذا مبارك شراكتك مع السيد أدريان"
نبست و مدت يدها لتصافح آيلا."لنذهب إلى قاعة الإجتماعات لإكمال باقي الإجراءات و التواقيع"
لم ترد عليها بل أخذت الملفات التي أخبرتها عنها، و سبقتها إلى قاعة الإجتماعات.
بعد آيلا ذلف للقاعة بعض الشركاء و أخره السيد أدريان السيد الجميل، و هو لقب قد أطلقته حديثا.لا عليكم مجرد هِيام بجمال ذلك الأدريان ذو الشعر البني الداكن و ذو العيون الـبنية.
و بعد كم التأمل هذا بالتأكيد قد شردت، و بعدما انتبهت على تحديقه المستغرب بها، أبعدت عينيها بحرج.
قاعة الإجتماعات عبارة على غرفة واسعة باللون الأبيض و لها طاولة طويلة مع عدد لا بأس به من الكراسي، كل شريك بالشركة يجلس و تقف أمامه سكرتيرته.
استفاقت من شرودها على وقع صوت التصفيق البارد من الشركاء و ترحيبهم بأدريان.مدت يدها نحوه لتصافحه.
"مبارك لك شراكتك سيد ويليامز"
"شكرا آنسة..؟"
نبس يستفسر عن اسمها."جونسون، كلارا جونسون"
"حسنا كلارا.."لحظة لما هو تخلى عن آنسة و اسم شهرتِها...
هذه الليلة ستكون حافلة بالتخيلات التي بطلها أدريان ويليامز.•
•
•
•
~اِكتمـل الفصل الأول~
كيفكم؟
أحداث البارت؟
لاتطفشوا من أول بارت!
شخصية الأبطال؟
أدريان؟
كلارا؟
كونوا بخير! 💫
_في اِنتِظـار الفصل القادم!
ريِتا_مارجريِتا
أنت تقرأ
فتاة جوسكا
Teen Fiction_هِي فتاة تشرُد دوما، و تغيِب عن الواقع بخيالِها، و الكل يعتقد أنها فقدت عقلها. _لكنهُ الوحيد الذي يراها فريدة، و أنّ نظرتها للعالم مختلفة. . . " أنَا أنسُج خيَالات، و أشرُد كثيراً، هل لا بأْس معكَ بذلك؟ " " فَلتطبقي خيَالاتكِ عليّ" . . . . ...