بسم الله الرحمن الرحيم
نستكمل معكم ما بقي من مخارج الحروف، ونبدأ بحرف اللام
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى:
.. وَاللاَّمُ أَدْناهَا لمُنْتَهَاهَاأي أدنى اللسان إلى منتهى طرفه.
مخرج اللام: من أدنى حافتي اللسان إلى منتهى طرفه، يقرع فويق الضاحك، والناب، والرباعية، والثنيتين من الجهتين.
ومن صفات اللام الانحراف، وهو انحراف الصوت، وسنأتي على تفصيله في باب الصفات إن شاء الله.
قال الناظم رحمه الله:
وَالنُّونُ مِنْ طَرَفِهِ تَحْتُ اجْعَلُوا..أي من طرف اللسان، تحت مخرج اللام من ناحية الفم.
مخرج النون: من طرف اللسان مع ما يحاذيه من اللثة، ويصاحبها غنة من الخيشوم.
فالنون لها جزئين: جزء لساني، وجزء خيشومي، فالجزءان يشكلان حرف النون.
قال الناظم رحمه الله:
.. وَالرَّا يُدَانِيهِ لِظَهْرٍ أَدْخلُمخرج الراء: من طرف اللسان مع ما يحاذيه من اللثة، وهو أدخل لظهر اللسان من
من النون.وسنأتي على تفصيل الراءات في بابها إن شاء الله تعالى، وبيان المفخم منها والمرقق.
قال الناظم رحمه الله:
وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَتَا مِنْهُ وَمِنْ
عُلْيَا الثَّنَايَا..مخرج الطاء والدال والتاء: من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا.
الطاء: ترتفع مؤخرة اللسان، بينما الدال والتاء: لا يصاحب مخرجهما ارتفاع لمؤخرة اللسان، أي أن الطاء فقط هي المفخمة من هذه الحروف الثلاثة.
قال رحمه الله تعالى:
.. والصَّفِيرُ مُسْتكِنْ
مِنْهُ وَمِنْ فَوْقِ الثَّنَايَا السُّفْلَىمخرج حروف الصفير (الصاد والسين والزاي): منتهى طرف اللسان مع أسفل الصفحة
الداخلية للثنايا السفلى، فيخرج الصوت من فوقها مارًّا بين الثنايا العليا والسفلىمؤخرة اللسان ترتفع عن النطق بالصاد، ولا ترتفع مؤخرة اللسان عند النطق بالسين والزاي (أي أن الصاد مفخمة) ولا نرفع الشفتين عند نطق الصاد.
قال رحمه الله:
وَالظاءُ وَالذَّالُ وَثَا لِلْعُلْيا
مِنْ طَرَفَيْهِما..مخرج (الظاء والذال والثاء): من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.
مؤخرة اللسان ترتفع عند النطق بالظاء، ولا ترتفع عند النطق بالذال والثاء، أي أن الظاء فقط هي المفخمة.
قال الناظم رحمه الله:
.. وَمِنْ بَطْنِ الشَّفَهْ
فَالْفَا مَعَ اطْرافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْمخرج الفاء: من بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا.
قال رحمه الله:
للشَّفَتَيْنِ الْوَاوُ بَاءٌ مِيمُ..مخرج الواو: من الشفتين، وتخرج بانضمام الشفتين إلى الأمام، مع ارتفاع أقصى اللسان.
ملاحظة:
علينا أن لا نضيق مخرج الواو؛ حتى لا يصبح لها ضجيج، ولا نَزمها؛ فيصبح لا صوت لها ولا نفتح الشفتين؛ فيتغير صوتها، نجعل الفتحة واسعة قليلا.مخرج الباء: بانطباق الشفتين على بعضهما.
مخرج الميم: بانطباق الشفتين، ويصاحب ذلك غنة من الخيشوم.
فالميم لها جزءان: جزء شفوي، و جزء خيشومي، مجموع الجزئين يشكلان حرف الميم.
قال رحمه الله تعالى:
.. وَغُنَّةٌ مَخْرَجُها الخَيْشومُالغنة: هي صوت يجري في التجويف الأنفي (الخيشوم) وهي جزء من النون
والميم، فلا تخلو نون من غنة، ولا تخلو ميم من غنة.ملاحظة:
هل الغنة حرف أم صفة؟الغنة جزء من مخرج النون ومخرج الميم، فهي من هذه الزاوية حرف، أما إذا نظرنا إلى تطويلها وتقصيرها فهي من هذه الزاوية صفة.
إذن إذا نظرنا للغنة من حيث أصالتها في تكوين وتركيب النون والميم فهي جزء من المخرج، أي حرف، لكن إذا نظرنا إلى طولها وقصرها فهي من هذه الناحية صفة.
وبهذا نكون قد أتممنا بفضل الله عز وجل جميع مخارج الحروف، كما ذكرها ابن الجزري في منظومته، وسنأتي على الصفات بعدها إن شاء الله تعالى، نتمنى لكم الاستفادة، ولا تنسونا بدعوة صالحة في ظهر الغيب.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما جهلنا، وينفعنا بما علمنا، ويزيدنا علما، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنت تقرأ
نفحات تجويدية
Sonstigesأحكام التجويد، مستخرجة من شرح منظومة المقدمة لابن الجزري، والمشهورة بـ(الجزرية) حاولت أن أجعلها مختصرة ومرتبة لتصل للقارئ بسهولة. يمكن القول أنها: بعض مما درسته للفائدة