كان هيونجين يجلس بهدوء شديد أمام إحدى لوحاته، صاباً كل اهتمامه على رسم ملامح ذلك الأشقر الذي لا ينفك عن الظهور في احلامه لم يكن يعرف من يكون هذا الفتى أو لماذا يستمر في مطاردته كل ليلة وفي كل مره هو يغفو بها لكنه لم يستطع إنكار إعجابه الشديد و تقديسة لتلك الملامح المثالية كان يبدو مثل ملاك ، نزل من السماء. بتأنٍ، كان يتتبع الفرشاة على القماش، مكرسًا كل جهد لرسم خصلات شعره الذهبية وعيونه العسلية، حتى النمش الخفيف الذي يتناثر على وجهه.
وضع هيونجين الفرشاة جانبًا وتنهد بعمق. كان قد سمع مرة أن العقل البشري لا يمكنه خلق شخصيات جديدة، وأن كل من نراهم في أحلامنا هم أشخاص قابلناهم في الواقع. لكنه ظل يتساءل: متى التقى بهذا الملاك؟ وأين؟ ظل يسأل نفسه هذا السؤال مرارًا، متمسكًا بالأمل في أن يلتقي يومًا بهذا الزائر الغامض الذي يطارد أحلامه.
---
بعد يوم طويل من العمل، حيث اضطررت لمجابهة وجه والدي والاستماع إلى حديثه اللاذع الذي يضيق عليّ الخناق ولا ينفك يصيبني بمرض ما، دخلت شقتي الفارغة بتنهيدة ثقيلة. سكبت لنفسي كوبًا من الشراب لتصفية عقلي. كان اليوم مرهقًا؛ من الهوس بذلك الفتى الغامض، إلى الألم الحارق الذي أشعر به في يساري و يوقظني كل صباح. كان هذا الشعور أشبه بالفقد، ولكن كيف أفقد شيئًا لم أملكه أبدًا؟
أنا الرجل الذي لم يعرف الحب أبدًا. قضيت حياتي في مطاردة رضا والدي ومحاولة كسب حب والدتي. لازلت أتذكر صفعات والدي وأثر حزامة الجلدي على جسدي عندما اكتشف أنني سرقت مالًا من محفظتة لشراء سيجارة والتدخين مع اصدقائي المشردين كما كان يسميهم. لازلت أتذكر أمي وهي تحاول حماية أخي الأصغر: "ليس هنا، لا تضربه أمام جين، سوف يصاب الفتى الصغير بعقدة ما."
كم تمنيت لو أنها أعارتني بعض الاهتمام كما فعلت مع جين، لكنني لا ألومها اقسم انا لا أفعل . كان جين ملاكاً صغير مع وجه بريئ يبكي على كل شيئ ويحب امي حبا جما . أما أنا، فقد كنت جامدًا كلوحً من الجليد.
خالي من الشعور ،كنت أملك من الكبرياء ما يمنع جسدي من الارتجاف حتى أثناء حرق والدي لي.
لا أعرف هل هي جينات والدي التي بداخلي أم مدارس البنين العسكرية التي لم أرتدِ سواها كانت السبب في جفائي وتخبئتي لشعوري دوما. لازلت أتذكر عندما رفضت دخول الجامعة التي يريدها والدي. لم يفلح ضربه لي ولا تلك الشتائم أو حتى تجويعي لأيام. لكن استخدامه لأخي كان كافيًا.
لازلت أتساءل إلى هذا اليوم: لو لم أهتم، لو لم يكن جين بهذه البراءة، هل كانت الأمور ستتغير؟ لو هربت من ذلك الجحيم، هل كنت سأمنع والدي من حرق أحلامي وجعلي لعبة خاوية من المشاعر بين يديه يقودها حيثما يشاء؟
أتذكر ذلك الصباح عندما توصل أبي إلى خطته المريضة للتحكم بي. سحب أخي الصغير وضربه أمامي وهو يصرخ: "في كل مرة تخطئ أنت بها، سوف يعاقب أخيك." أتذكر بكاء جين وصراخ والدتي. وأتذكر ركوعي على ركبتي وأنا أرتجف للمرة الأولى في حياتي: "ابتعد عنه، سأفعل ما تريد، من فضلك، لكن اتركه. هو صغير، هو طفلك."
في تلك اللحظة، عندما رأيت ابتسامة والدي الشيطانية، أدركت أنه وجد قيدي المناسب الذي سيجعلني حبيسًا للأبد. ومرت الأعوام، وأنا أخطئ وجين يعاقب، وتزداد علتي.
كيف؟ كيف جين، الذي كان يعنف ليلاً وصباحاً بسبب أخطائي، كبر ليصبح شابًا سويًا؟ كيف لم يحقد على والدي لضربه له أو على أمي لصمتها؟ كيف يستطيع أن يبتسم؟ ويزورهم وينحني لهم ؟ بل حتى ويعانقهم !!!كيف لم يكرهني وهو كان يعاقب بسبب أخطائي انا؟ كيف أعطى ابي الحق في تسمية طفله الاول؟ كيف أنا الوحيد الذي كبر ليصبح مسخًا بلا شعور؟
---
أنت تقرأ
أنين-hyunlix
Teen Fictionكصفحة مُهملة في كتاب قديم، كانت حياتي خالية من الألوان، وما كنتُ إلا محاولة تلوين باهتة في عالم ضبابي. كنتُ كزهرة خريف ذابلة تتوق لأشعة الشمس لتستعيد بريقها، وتبحث عن بصيص أمل في فضاء باهت. أكتب إليك، أنت ،كمحاولة أخيرة بائسة، في سطرٍ يُشرق كغناء عا...