البارت الثامن

107 11 3
                                    


---

الليلة كانت هادئة بشكل غير معتاد، السحب الكثيفة غطت السماء وأخفت ضوء القمر، مما أضفى جوًا من الغموض على العملية التي كنت على وشك تنفيذها. المبنى القديم شبه المهجور كان ينتظرني، والهدف في الداخل أحد رجال والدي، جندي سابق في الجيش، مما جعلني أشعر ببعض التوتر.

دخلت المبنى بحذر، والسلاح في يدي ينبض بالطاقة، كل خطوة على الأرض المتربة كانت تملأني بتوتر متصاعد، والأدرينالين يتدفق في عروقي. شعرت بكل تفاصيل المكان حولي، رائحة العفن، الهواء البارد الذي يلفني، وصوت خطواتي الخافتة وهي تتردد في أروقة مظلمة بدا وكأنها تحمل ماضيًا قاسيًا.

صعدت إلى الطابق الثالث، حيث كانت الأصوات تأتي من إحدى الغرف. دفعت الباب ببطء، وتسللت إلى الداخل، لأجد المشهد أمامي: أربعة حراس شخصيين، جميعهم مسلحين. شعرت بقلبي ينبض بسرعة، كان الجو مشحونًا بالتوتر.

في لحظة خاطفة، اندلعت المعركة. أصوات الطلقات النارية ملأت المكان. انقضضت على أول رجل، قبضتي ضربت رقبته بقوة، بينما أطلقت النار على الثاني في صدره. الثالث حاول مهاجمتي بسكين، تفاديت الضربة وأطلقت النار عليه مباشرة. الدماء كانت تتناثر في كل مكان، وصدى الطلقات يتردد في أذني. كاد الصراع أن يكون أقوى مما توقعت.

الحارس الأخير كان الأكثر قوة وسرعة. اشتبكنا بعنف، شعرت بلكمة قوية على وجهي تراجعت للخلف، طعني في مرحلة ما، الألم كان حادًا، لكنني تجاهلته. وفي لحظة تردد، أطلقت عليه رصاصة مباشرة في رأسه، فسقط على الفور. الصمت ساد المكان بعد تلك الفوضى.

بصعوبة، خرجت من المبنى، خطواتي كانت تتثاقل والرؤية مشوشة. الألم كان يعصف بجسدي، وكل نفس كنت ألتقطه كان صعبًا. في تلك اللحظة، لم أجد ملاذًا سوى التفكير في فليكس. لسبب ما، كنت أعلم أنه الشخص الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه الآن، لم أستطع الوثوق بأي شخص آخر.

بيد مرتجفة، اتصلت بفليكس: "أنا بحاجة إلى مساعدتك."

لم أكن متأكدًا إذا كان سيفهم ما أقول، لكنني كنت على وشك الانهيار. سمعت صوته المرتبك عبر الهاتف: "أين أنت؟"

أعطيته الموقع بأسرع ما أستطيع، قبل أن ينقطع الاتصال. جلست على الأرض، مستندًا إلى الحائط خلفي، وأنا أحاول البقاء واعيًا. الألم كان يعصف بي، وكل نفس يلتقطه صدري كان بمثابة تحدٍ جديد للبقاء.

---

كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل عندما تلقيت الاتصال. كنت في المنزل، أستعد للذهاب إلى السرير، حين فجأة رن هاتفي، وصوت هيونجين، متقطعًا وضعيفًا، وصل إلي. كان في صوته نبرة ألم لم أسمعها من قبل، مما أثار ذعري.

لم يكن لدي وقت للتفكير. ارتديت ملابسي بسرعة وخرجت من المنزل، قلبي ينبض بسرعة وعقلي مشوش. عندما وصلت إلى الموقع الذي وصفه، كان كل شيء مظلمًا وهادئًا. نزلت من السيارة وركضت نحو المبنى، والخوف يشتعل في صدري.

أول ما رأيته كان هيونجين ملقى على الأرض، مغطى بالدماء، وجهه شاحب، وكان يبدو مرهقًا للغاية. صرخت: "هيونجين!" وركضت نحوه مغمورًا بالقلق. لم أستطع تصديق ما أراه. كان يتنفس بصعوبة، وعيناه شبه مغلقتين.

حاولت أن أساعده، شعرت بيديه الباردتين تستند إلي. كانت يداي ترتجفان، أحاول أن أكون هادئًا، لكن رؤية هيونجين بهذه الحالة جعلتني أشعر بالعجز.

رفعت جسده بحذر، وركبنا السيارة، وأنا أطمئنه بصوت منخفض: "سأساعدك، اصمد." كان قلبي يخفق بشدة، وأفكاري تتخبط. هل يمكنني فعل هذا؟ هل أستطيع مساعدته حقًا؟

عندما وصلنا إلى شقتي، أصر هيونجين بعناد على رفض الذهاب إلى المستشفى. نظرت إليه بذهول وهو يصرخ: "لن أذهب إلى المستشفى. خذني إلى شقتي، أرجوك."

لم يكن لدي خيار سوى الاستجابة لرغبته، رغم أن كل شيء كان يبدو فوق طاقتي. بدأت في محاولة معالجة جرحه، يدي ترتجفان من القلق وعدم الخبرة. لم أتعامل مع مثل هذه الإصابات من قبل، وكل حركة كانت محفوفة بالخوف.

بينما كنت أضع الضمادات وأحاول إيقاف النزيف، كانت أفكاري تتخبط. من هو هيونجين حقًا؟ لماذا يرفض المستشفى؟ مجرد تفكيري به وهو يضع ثقته الكاملة في جعلني أشعر بمسؤولية هائلة.

كل لمسة كنت أقدمها له كانت تتخللها الخوف. وبينما كنت أضع آخر ضمادة، شعرت أن الأمور قد تتجاوز مجرد معالجة جرح ربما تكون بداية لمشاكل اكبر انا لست مستعد لها

أفكر اغير اسم الرواية ما حبيته ابدا احد عنده اقتراح للاسم؟!🚶🏼‍♀️✨

اتمنى اقدر انزل الرواية كلها قبل ما يبدأ دوامي عشان الندم يكون مره وحده مو على دفعات☠️💕

أنين-hyunlixحيث تعيش القصص. اكتشف الآن