فصل 1

40 1 3
                                    

يعشش النور في لبّ الظلام هو مخلوق من رحمه, لكن إن مات الجنين داخل هذا العضو هل سيلحقه الأمل فيدفِن معانيه مع جثته؟ أم ستوافينا الحياة بما سيُلملم نزيف ذاك الرحم لعله يبزغ مولود الضياء...

لم تفهمها؟...ستفعل في الأخير

هكذا هي الحياة, تجعلنا نأخذ قالب طيَّاتها فإما أن نُصبَغ بآلامها و إما أن نَصبغ بصمتنا فيها

هكذا هي الحياة, تجعلنا نأخذ قالب طيَّاتها فإما أن نُصبَغ بآلامها و إما أن نَصبغ بصمتنا فيها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


🌛
"لا تكذبي سمعتك!او ستكذب امك عليك! لديك طفلا من رجل آخر..؟..انتي!..انتي كنتي..."
🌛

فتح مقلتاه لهاته الدنيا فما ابصر الا الباهت من ألوان السعادة إذ خطى خطواته الأولى بين عائلة كانت علاقتها كالزجاج في رقته...تُطبع تشققاته يوما بعد يوم... إلى ان بلغ عمقه لتتطاير شظايا تلك الأسرة بعد انحلالها و انكسارها ...

كان صغيرا ليفهم...ليفهم ان حياتهم ربما كانت للناظر سعيدة...مال والده كان كافيا للاستقرار الكئيب...الى ان جاء ذاك اليوم...يوم سمع فيها رجل البيت محادثة زوجته...لربما اسمعته عمدا لأنها تدرك انه جبان لا يجيد الا الضرب و الهرب...ملت منه...او كان له أخ؟...اخت اخرى ربما؟...

لا يذكر ذاكرته مشوشة..ربما "طفل الرجل الآخر" وهم؟...لكنه يتذكر ليلتها..و آخر مشهد لها وهي تتهافت للمساك بمقبض الباب هاربة في خلسة...يوم نفض الصغير عنه النوم باستماتة في ذاك البرد يجري نحوها وهي تجري نحو نعيم بردها وكأنها كانت تعييش على جمر حامٍ فما كان يبطِؤها إلا ذاك الجسد الصغير الذي غرس أضافره الناعمة فيها رافضا ان يتركه مأواه وأمانه, ما أتخذه "ماما" في لفظه

. لكن أكل من أنجب حضن وحمى... ومن العاطفة روى؟ بالطبع لا!

وهذاما ترجمته تلك التي اتخذت من ستار الأمومة أزيفه امسكت ذاك الكيان الصغير ,وهو في أشُدِّ ضعفه, من قطعة القماش التي استتر بها لتحمله كالقطة المتمسكة برقاب صغارها لكن ليس لشمله بدفء حنانها...هاته المرأة تنحط لمنزلة أدنى من الحيوان الذي يجسد بغريزته الرحمة التي استلّتها من معجمها! ,جعلته طريحا بكل ما أوتيت في ساعدها مُلقيَتًا إنسانيتها مع إلقاءها لطفلها...هي تخلصت من العبء الذي اثقل كاهلها...متوجهة نحو عشيقها...غير مدركة انها تركت بذرة حقد...ستجعل ذاك المكان المهترئ شاهدا على جحيم خانق...

شمس القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن