فصل 3

4 0 0
                                    

إنّها حيّة..حية!.....هذا ما تهافت بقوله قلبي الخائف راجيا الأمل...املا وسط تلك القتامة...                                    وقفت على قدميّ المرتجفة....
لم اعد ادري ما افعله...هو كان جبانا...كنت اجبن منه...هربت قبل ان استفرغ روحي..

حملت بثقلها المترامي على ظهري فأخطو وسط بركة الدماء ملقيا من النظرات آخرها على ذاك المشهد الموحش...تركته...تركته ببساطة....ملاءة فراشه وضعتها عليه... لأسدّ النور مع غلق الباب لطريق ليس له رجعة...

تسارعت خطواتي راكضة في ذاك المكان الريفي القاحل الذي سكنه العجوز بعد إفلاسه للبحث عن أقرب مشفى , اجتر المشهد احاول استيعاب ما صنعته هاتان المخضبتان دماءً ....لقد أعدت تمثيليته لا على ركح المسرح بل تحت أضواء الواقع....لكن مع تغيير طفيف في النص, مالذي اقترفته بحق!

لكن...ما ذنبي أنا !كيف للأدوار أن تنقلب على حين غرّة فيبرّء الجاني!..هذا ظلم!..لن أتحمل نتيجة ما لم أفعل! لكنّي فعلت....لحظة! هو البادئ وأنا الآخذ بالثأر!   أأنا أقنع فوهة اضطرابي؟ بل هذا هو الواقع...لقد أشبعت غيضي! ...ما الذي استفدته.....

وثبت... ركضت....استمتّ في الجري بجثمانها الذي تنخفض أنفاسه الثقيلة مع مرور الثواني التي أتصارع معها....ألتفت بحثا عن مقلّ مرّة وخائفا من ضلي مرة أخرى..تتقطر قطرات الدم على وجهي فتحرق عيني كما أحرقتني الشمس الساطعة بحرارتها التي تكتم أنفاسي ....

لكنّي إنسيّ في النهاية ...نهشتَ صدمة و تعبا في إحدى الأزقة  شبه المظلمة لأتهاوى بظهري المتآكل بالسوط فتسقط أختي معي بدورها ...تحاملت لأعيد الكرّة بالنهوض لكن ساقي شلّت أبت المواصلة...زحفت...زحفت و استلخ جلدي و لم استطع النهوض ...لم استطع الا  ان أبكي عجزي وقلّة حيلتي بغصّة على فعلتي..لم استطع الا حسرة  اضرب فيها ساقاي الواهناتان اللتان خانتاي...
تواصل انهياري ذاك إلى أن كُتم صوتي إثر ارتكاز فوهة مسدس على رأسي...

أدرت مقلتاي ببطء...أتمسك بثياب أختي التي تحتضر ...فرأيته..ذاك الكيان المصاب بالمهق كحاصد اراح التف بسواد ثيابه...اعينه...بنفسجية؟ كانت تخترقني لحدتها مما دبّ في نفسي قشعريرة غريبة للهالة المرعب التي التفت به...

أزاد إحكامه على السلاح وقال بصوته الأجش:
-"..لدينا فأر هارب ينبش في أرض غير أرضه...رائع!...تعجبني شجاعة روحك...تطوق ان تغادر جسدك على ما يبدو"

آه يا حياتي...او يتفنن القدر في مأساتي؟.. لم أنتهي من الانشغال فيما كنت فيه..تورطت في مصيبة أخرى..واو! ماهاته الكوميديا السوداء ,هاته اقصر طريق للمدينة..اقصر طريق و اكثرها محرمة العبور...يعيث فيها كل ما يختبؤ عن الأعين و لا يجرؤ السكان الفقراء بفضحها

هذا واضح...علقت مع مجرم

بلعت ريقي انظر له...احاول التماسك..لتنفلت مني ظحكة بلهاء...ضحكة سخرية القدر على نفسي...موقف ضعف مميت...لم استطع فيه الا ان أومئ بأني"لم اقصد"...ان"يعفو عني"؟...من هو لأترجاه..بكفيني ما امضيته خاضعا...كنت اتحداه بالنظر الى ابصاره...الموت ماعاد يرهبني مسدسه لم يزعزع فيا انشا الا حينما توجه على رأسي أختي...حينها فقط سقطت لعبة  الكبرياء خاصتي...

شمس القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن