.
.
.
.ꕤꕤꕤꕤꕤꕤꕤꕤꕤꕤꕤꕤꕤꕤꕤ
منزل صغير من حجر الترافرتين ذو اللون الاصفر الباهت ، على ضواحي إيطاليا في أحد القرى التي تتوزع فيها البيوت بطريقة عشوائية جدا ، بابه من خشب قديم و على ناصيته إصيص نباتات تنسدل منه أغصان الريحان العبقة ، و التي تبدو يافعة يانعة أوراقها تنضح حياةً ذلك لأنها تحضى بعناية خاصة من أحدهم ، و على جانبيه اصطفت عدة محابس لورود الجوري الحمراء التي ترتفع بغرور مظهرة بتلاتها الملتفة بعناية تلمع بلونها الدموي مثل نبيذ فرنسي فاخر ، كأنها تقول لك إذا أردتني أن أنتمي إليك فتجاوز ما ينتمي إلي ، و أعني بذلك أشواكها الحادة ذات الملمس المصقول و النهاية المؤذية
.
..
رغم جمال الواجهة الخارجية لهذا المنزل الايطالي العتيق ، إلا أن داخله لا يمت لذلك بصلة بتاتا ، عالم آخر من الرداءة و الاهتراء ، جدران متآكلة تتصاعد عليها علامات الرطوبة ، مدفأة حجرية مهترئة تتشكل على زواياها شباك العناكب و يتساقط من سقفها بين الفينة والأخرى كتل من الرماد القديم ، أرضية خشبية رديئة ، تصدر صوت طقطقة أثناء المشي عليها ، بعض الأثاث القديم ينتصب هنا وهناك ، غرفة أو غرفتين كحد أدنى هو ما يحتويه هذا المنزل ، إضاءة قوية تتوسط السقف الحجري و بضع نباتات في زوايا مختلفة هي الوحيدة التي تعطي هذا الجو الرديئ و الميت بعضا من الحياة ، مع نافذة كبيرة بدون ستائر ........... إحدى الغرف كانت غرفة نوم بسرير خشبي يسع شخصا واحدا و مكتب بكرسي قديم وضعت عليه سلة بأكوام مكومة من لفائف الصوف الملونة و أدوات الحياكة ، أما الغرفة الأخرى فكانت مطبخا متوسط الحجم بحوض صغير و طاولة بكرسيين و فرن في الزاوية هناك يتصل بأنبوب الغاز الصادر من تلك العبوة المعدنية بجانبه أما الصالة فكانت تحتوي على أريكة حمراء صغيرة يرتمي عليها غطاء صوفي خفيف و بساط دائري بنفس لون الأريكة تفترشه الأرضية البالية
صوت طرق خفيف على الباب تلاه مباشرة دخول أحدهم مُرَحِّبًا بمن في الداخل
" لقد عدت "
أردف الصغير في ربيعه التاسع وهو ينزع حذاءه المتسخ و يحمله إلى مكان ما يضعه داخل صندوق ويغلق عليه ..
توجه بخطى سريعة نحو تلك الغرفة بجانب المطبخ أين دخل على تلك المرأة بابتسامة عريضة أظهرت صف أسنانه البيضاء و غمازاته الغائرة في خديه ، يحمل بين يديه سلة من القش تحتوي بداخلها عملات نقدية تصدر رنة مزعجة عند ارتطام القطع المعدنية ببعضها البعض ، وضعها في حجر تلك المرأة المدعوة والدته ليحضنها بجسده الصغير مقبلا رأسها ثم يتخذ مكانا مقابلا لها على سريرها القديم يلقي على مسامعها ما حدث له اليوم في السوق و هي كالعادة تضع كل شيئ من يدها و تستمع لأحاديث ابنها التي لا تنتهي بكل حماس كأنها تستمع إلى لحن مقدس من عصر غابر ....
.
.
أنت تقرأ
لأجلك
Fanfictionاخبريهم عنّا فتاةٌ.... بل امرأة.... بل غيمة..... بل نجمة سقطت من السماء و استقرت مطمئنة في سماء صدري