الفصل 1 : بعنوان _ نقطة البداية و تحول مفاجئ

8 1 0
                                    

*~Flashback , Tokiyo , 2020 :

    صوت سيارة الشرطة و الإسعاف المُدَوِّي في كل مكان ، مع صوت انزلاق عجلاتها واحتكاكها بالأرض الرطبة بفعل قطرات المطر الغزير ، وكأن السماء نظرا دموعها معبرة عن حزنها وأنها اتجاه هذه الجريمة الشنيعة التي ستهز استقرار مدينة طوكيو بأكملها فيما بعد ، لم تأخد من الوقت سوى ربع ساعة لتصل إلى تلك العمارة الفارهة التي قد تدل من البرهة الأولى التي تراها فيها على أنها ناطحة سحاب ، ترجل رجال الشرطة و بضعة ممرضين آخدين معهم حمالة المرضى ، استقلوا المصعد قاصدين الطابق التاني و العشرين ، نحو الشقة المقصودة ، دخلوا ذلك الممر الواسع الدي يظم هدفهم "الشقة 32 " ، أول ما رأي أعينهم هي تلك السيدة التي تبلغ قرابة التلاتين تحتضن طفلة لا تتجاوز سن الحادية عشر ، جالستين على أرضية الممر وسط بكاء السيدة و تعابير الطفلة الخالية تماما من أي مشاعر ، لوهلة تظن أنها ميتة بالفعل ، ... اقترب الشرطي ليسألهما فأشارت السيدة نحو باب الشقة المفتوح على مصرعيه ، وسط فناء الشقة الممتد من عند الباب نحو غرفة المعيشة بلون أرضيته وجدرانه البيضاء ، لكنها تلونت باللون القرميزي ، لون دماء تلك الجتة الراقدة على ظهرها مع عينيها المفتوحتين وملامحها الفارغة ، كانت دمائها المتناترة في كل مكان قد بدأت تتختر بالفعل معلنة عن الوقت الذي مر قبل اكتشاف الحادث ، سأل الشرطي بينما سمح للممرضين بمعاينة حالتها مع الحرص على عدم لمس أي من الأغراض المتناترة في أرجاء المكان ،"أرجو منكي يا سيدتي إعطائي المعلومات الشخصية للضحية وعلاقتكي بها " ، نطقت بينما وجهت عينيها نحو خاصته وهي تعدل من وقفتها ليأخد هو مذكراته ويبدأ بتدوين أقوالها "إسمها هو أكاني يامانا تبلغ من العمر 19 عاما ، وأنا أسكن في الشقة المجاورة لشقتها وأعرف والديها حيت أن والدتها كانت صديقتي" تنهد ليكمل استجوابها "لا تربطهما علاقة دم  إذن ، هلا أخبرتني عمّا حدت وموعد اكتشافكي للجريمة!" أخدت  نفسا وهي تتذكر لتخبره ما أراد سماعه "كنت في شقتي أطبخ المعكرونة بالجبن ، ولعلمي بمدى حبها لها أرسلت لها طبقا  منها مع ابنتي وعدت لأكمل أعمالي المنزلية ، لكن استوقفتني صرخة ابنتي لألحق بها..." تلعتمت في إكمال كلامها لتقوله في النهاية مع دمعة حارقة اتخذت مجراها على خديها "و ... وأجدها على هذا الحال ، م ... ملقاتا على الأرض غارقة بدمائها" وضع الشرطي يده على كتف السيدة ليقوم بتهدئتها تم ينزل إلى مستوى الطفلة ويربت على رأسها تم  يحدتها "مرحبا يا صغيرتي ، أخبريني ما هو إسمكي" أبعدت الطفلة وجهها عن توب  والدتها لتنطق "هانا" أخد الشرطي   بيدها ليقبلها ويقول مع ابتسامة شقة وجهه  " إسم جميل ، ... إذن يا هانا هل يمكنني إخباري بالذي جرى معكي عندما أتيتي إلى هذه الشقة ، ومن قام بفتح الباب لكي" أشارت بوجهها نافية لكلامه لتنطق بصوتها الصغير "لم يفتحه أحد ، عندما خرجت من المنزل أتيت إلى شقة أكاني-سان كان الباب مفتوحا ..." تم أكملت كلامها مخاطبة والدتها ببراءة "أكاني-سان ستكون بخير ، أليس كذلك يا أمي" ، أكتفت الأم بالأيماء برأسها إيجابا لما قالته ابنتها وسط محاولاتها الفاشلة لتكفكف دموعها المنهمرة كالسيل على وجنتيها ، في نهاية المطاف فهي كانت تعتبرها بمتابة ابنتها وليست ابنة صديقتها فقط ، كان والدا أكاني يعيشان خارج البلاد وكانت هي في رعاية السيدة إلينا بوصية  من صديقتها العزيزة ، فأنّى لها أن تتصل لتبلغها بخبر مؤلم كهدا وكيف ستكون ردة فعلها يا ترى ؟! ...

*2023 , London :

   تفتح غرابية الشعر عينيها الزرقاوتينن الدابلتين بتعب شديد ، لتجلس على سريرها الناعم ، بجسدها الهزيل ، ضماضات حول رأسها وأخرى حول يدها و البعث حول قدميها ،  كما لو أن الحياة فارقتها ، حتى نظراتها قد تجمد من حولها بسبب برودتها ، انطفأ بريق عينيها الذي عُرِفت به قبل ثلك الليلة المشؤومة ، ... أخدت نفسا عميقا لتملأ جيوبها الأنفية رائحة المعقمات و الأدوية ، أجل هي رائحة المشفى الذي لا تزال ترقد به حتى الآن ، اتكأت على يدها لتدفع بجسدها بعيدا عن السرير باتجاه تلك النافذة التي تملأ عرض الحائط ، فتحت بابها لتدخل إليها وتستنشق نسيم الصباح بعيدا عن الروائح في المشفى ، ... عكّر صفو هدوؤها فتح باب الغرفة لتدخل الممرضة دافعة أمامها الكرسي المتحرك ، اهتز قلبها من مكانه لعدم رؤيتها لمريضتها لتشهق بقوة ، وقبل مناداتها لبقية الممرضين دخلت تلك الفتاة بجسدها الهزيل من الشرفة لتقول بصوتها المهزوز ساخرة "لا داعي لمناداة أحد ، أنا هنا و لم أقتل نفسي"ضحكت الممرضة بغباء وهي تسرع نحوها بالكرسي"لا تكرريها رجاءا يا آنسة ، تعلمين أنه لا يسمح لكي بالوقوف بعد فحالتكي لا تزال غير مستقرة ، لم يسمح لكي الطبيب بعد بالمشي كما تعلمين" رفعت الأخرى من نبرة صوتها معاتبتا ممرضتها "إلى متى سأبقى طريحة الفراش!! ، إلى متى سأبقى عالة على  من هم حولي!! ، إلى متى سأبقى بحاجة لمن يدفع هذا الكرسي اللعين بي!! ، وتلومونني على محاولتي لقتل نفسي ؟! ، لقد أصبح هذا المستشفى اللعين بيتي ، كل ليلة أنام على صوت الأهالي وهم يبكون فراقا لأقربائهم ، وهذه الرائحة التي تصيبني بالغثيان ، أنا حتى لا أعلم من أنا ، بالكاد أعرف إسمي .." قاطع كلامها هذا وبكاءها دخول والدتها التي سمعت كل كلامها بسبب صراخها ، إلتقت أعينهما ، الأم مع نظرات الصدمة و الإبنة مع نظرات الحقد و الشفقة على حالها ، صمت دام لثوان قطعته الأم باقترابها من ابنتها ، مدت كفيها لتحاوط بهما خدّي الشابة "أكاني ، حبيبتي اصبري قليلا ، حالتكي في تحسن ملحوض سيكون كل شيء بخير و ستستعيدين حريتكي قريبا يا ابنتي ..."نزلت تلك الدمعتين الحارقتين من عينيها نحو كفي والدتها ، النطق بخيبة أمل و حزن شديدين "إلى متى ... إلى متى سأضل أصبر ، حتى إن شفيت و استعدت حريتي بسبب العلاج ، هل أستعيد ذاكرتي ؟! ، أخبريني كم مرّ على ما حدا لي ؟ ، ... سأجيبكي أنا ، تلات سنوات ، تلات سنوات مضت وأنا حتى الآن عاجزة عن الوقوف أو تذكر ما حدت لي!!" كفكفت الأم دموعها واستعادت استقامة جسدها لتتولى أمر دفع كرسي ابنتها محاولة التهرب من كلام الأصغر وهي تعلم أنها قد أصابت في كل حرف نطقت به .."هيا إلى حصة العلاج الفيزيائي ، وبعدها سنأخد إذنا من الطبيب لنخرج في نزهة صغيرة ، ما رأيك حبيبتي؟"
.
.
.
To be continued . . .

رغبة في الإنتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن