الفصل 2 : بعنوان _ مُتَّهم بالجريمة

1 0 0
                                    

°~London 2023~°

مرت حصة العلاج الفيزيائي كما جرت العادة ، تلات حصص في الاسبوع كل حصة تبلغ الساعة و النصف ومع ذلك لا جديد في حالتها لا تزال تجد صعوبة في المشي لمدة طويلة وجروحها سواء الجسدية ام النفسية لا تنفك تغادر جسدها الهزيل ، وصداعها القاتل و ذلك الألم في رأسها لا تزال تعاني منه ، وفي كل مرة تستمر في سماع كلام والدتها الفارغ كما تصفه بخصوص وضعها و أنها ستتحسن مع مرور الوقت و أنها فقط تحتاج إلى القليل من الصبر و الإصرار على العلاج وهو ما لم تعد تملكه ...

عادت إلى كرسيها المتحرك من جديد بمساعدة الممرضات وقبل أن تدفع بها الممرضة الكرسي صرخت بها لتبتعد عنها و حركت الكرسي بنفسها رغم صعوبة ذلك إلا أنها واصلت إلى أن غادرت الغرفة بعينيها الدامعتين و قلبها المكسور ، سمعت أمها صراخها وهي تتحدت الى الطبيب بشأن حالتها فاعتدرت من الممرضات بالنيابة عن ابنتها و انصرفت لاحقة بها ... أوقفت بها الكرسي لتجلس القرفصاء أمام ابنتها ، نظرت الى ملامحها الذابلة لبرهة من الزمن ثم مدت يدها لتضعها على خد الصغيرة الذي بدى لها كقطعة من الثلج ، نطقت الشابة مقاطعة والتدها قبل أن تسترسل بحديتها المليء بالتفاؤل و التشجيع " أمي .. أنا أفهم كل شيء ، كفي عن ذلك فأنا لم أعد صغيرة .." رفعت يديها في الهواء مشيرة الى استسلامها مع ابتسامة مهزوزة شقة وجهها " أمي أنتي. لستي مظطرة للكذب علي !، كما لستي مظطرت لِتَحَمُّلِي أكثر .. أعلم أنه ما من أمّ تريد أن ترى ابنتها في هذه الحالة .. لذا .. فقط اذهبي " ، ملامح الصدمة علت وجه الأكبر سنا لتنتفض بسرعة من مكانها واقفة تناظر الأصغر بنظراتٍ تكاد تبكي من هول ما سمعت ، فقررت أن الغضب لن يفيد بل سيزيد الطين باللة ، لذا عادت للوقوف خلف ابنتها مع مسحها لتلك القطرات التي نزلت من مقلتيها دون ارادتها ودفعت كرسي ابنتها نحو المصعد ... حل صمت رهيب بينهما ، بدا الممر نحو المصعد طويل للغاية و ساكنا أيضا رغم الضجة و كترة المرضى و الأطباء ، فقررت الأصغر وضع حد لهذا الوضع فنطقت بنبرة مكسورة "أمي ... ألن تقولي شيئا ؟!" فأجابت الأم وكأن شيئا لم يحصل مع نبرة مفعمة بالنشاط "ماذا سأقول مثلا .. اااه تذكرت .. لقد حصلت على الإذن الذي وعدتكي به ، نحن الان ذاهبتان في رحلة لبقية اليوم ، ما رأيكي ما أول مكان تريدين الذهاب إليه حبيبتي؟ " ... "أمي. لا تتصرفي هكذا ، كأن شيئا لم يحدت ... ثم ما هو المكان الذي سيرغب شخص لم يرى العالم من قبل بزيارته ؟!" تنهذت الأم من تشاؤم ابنتها تم قالت وهي تضغط أزرار المصعد كي يتجها نحو الطابق الأرضي "ألا يجعلكي هذا تتحمسين ! .. من المفترض أنكي سعيدة كونكي الآن ستخرجين لاكتشاف العالم!" جعلت كلماتها الأخيرة الأصغر تفكر بعمق فهي نوعا ما محقة فيما قالته ، ألن يكون ذلك ممتعا ؟
فاجأت الأكبر الشابة بعد أن جلست أمامها و احتضنتها بشدة وقالت بطفولية " أيتها الشقية أنا لم أنسى ما قلتيه لي في الأعلى ، لكن لا بأس سوف أسامحكي إن طلبتي مني ذلك بلطف " أنهت كلامها مع نظرت متعجرفة بشكل طفولي مما جعل الأخرى تشعر بالدفئ و الأمان ، حقا هي أيضا كانت هكدا كانت نسخة من والدتها .. لكن أولائك الأوغاد سلبوها ابتسامتها و سعادتها وسلبوها شخصياتها و حياتها بالكامل .. لم تعتذر كما كانت والدتها تنتظر منها لكنها فاجأتها بقبلة سريعة على جبينها مما أفزع الأخرى فقد كانت تتأمل ابتسامة صغيرتها التي طلما كانت تنتظرها منذ وقت طويل .. ضحكت الاتنتان معا من تصرفاتهما ثم عادت الأكبر لتدفع كرسي ابنتها مغادرتان لحديقة المشفى ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رغبة في الإنتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن