Herr:1

19 5 3
                                    


أنا / me

.
.
.
الرجاء التصويت و التفاعل بالتعليقات لتشجيعي.
.
.
.
لو كان هناك صراع بين حِلكة الليل و السواد الذي يحتل حياتي ، فسيكون الفوز من نصيب الذي يكاد يفتك بيّ.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

أضحت الشمس في كبد السماء مرسلة أشعتها الذهبية مخترقة تلك السحب البرتقالية القليلة ، سحب غاضبة لكبتها ما تشعر به ، و غضبها ذاك يزيد يوما بعد يوم ...

بعد أول يوم في الثانوية لهذه السنة ، شرعت في أخذ جولة صغيرة قبل أن أعود إلى المنزل .

أنفاسي تكاد تحرق رئتيّ ، وخصلات شعري الأسود القصير بات بعضها ملتصقا بوجهي المبلل ، و الآخر يتمايل مع حقيبتي المدرسية في إيقاع دافئ لدقات أرضية شوارع روما و التي صنعتها أثناء ركضي .

نسيم بارد داعب و جهي الدافئ مرسلا قشعريرة حلوة تراقصت مع نغمات الأغصان الخريفية ، و تناسبت مع ألحان الحياة التي عزفتها أوتار قلبي المهلَك .

ابتسامة خفيفة تراقصت على شفتي حين هبّت نسمة أخرى ، أحسست لوهلة أنا يد مسدت برفق على قلبي جاعلة من همومي تتلاشي ببطء .

توقفت مستنشقة هواء الأشجار النقي ، نقاء لا يعرف من سموم الحياة و مكر الناس أي شيء .

رفعت ذراعاي للأعلى مصافحة تلك الأوراق المتساقطة ، أوراق كتب لها القدر انتهاء دورها في هذه الحياة .

درت حول نفسي جاعلة من تلك الأوراق التي تنخفض على الأرض ببطء ، أن تُخفض معها الكآبة التي أثقلت كهلي .

توقفت فجأة حين أتتني نوبة سعال قوية نبست وسطها فخفوت .

"_ سحقا !

وضعت يدي على صدري محاولة تهدئة هيجان تنفسي ، و مددت الأخرى إلى جيب حقيبتي المدرسية ، لأخرج بخاخي ، لكن...لكن لم هو غير موجود ؟!

يا لحظي!

رميت حقيبتي على الأرض بإهمال ، و الذعر بدأ يجتاحني ، يداي بدأتا ترتجفان بقوة حين لم أجده ، أتُراه سقط مني عندما كنت أركض ؟

و الأسوء من هذا أنني في منطقة فارغة

"_ سأتأخر ويقتلني والداي دون شك "

شبكت يداي مع بعضهما ، لم يعد لي ملجأ غير الرب .

"_ أرجوك أيها الرب ساعدني في محنتي هذه .

و ما لبثت أن أخفضت يداي حتى سمعت صوتا قتل سكون المكان ، كان صوت دراجة نارية متقدمة نحوي ، كدت أبكي من الفرح .

Herr-jk-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن