دقّ قلب ميراج دقًا عنيفًا، سمعه كأنه يدق في جسده كله، كل ما قيل وحدث بينهما اختلط في رأسه والإنفجار الذي سمعه كان ما ينقصه ليختتم تخبطه بالهلع.ملامح آيسل، وكلامه، وتعثرات مشاعره التي حاول إخفائها وسط كلامه، شعوره هو.
شعوره هو، هل كان حقيقةً أم سحر ذهبي العين؟في كل مرة أحس فيه بحرارة تتوقد، سواء دفء أو ألم، هل كان ذلك مجرد تأثير سحري منه؟
ثم هل كانت مشاعره متأثرة بالسحر فحسب؟ كل التخبطات التي تخبطها، والتضحيات التي تحملها، والطعنات التي أخذها، لأنه كان يتعامل مع ذهبي عين فحسب؟ لهذا لم يكن قادرًا إطلاقًا على التخلي عنه رغم قبح ما فعله؟
ظنّ أنه لن يستطيع التخلي عنه لأنه طبعه، ولأنها إرادته، ولأنه إختياره الذي سيتحمل نتائجه المؤلمة، ظن أنه أتخذ هذا القرار لأنه ممتن للحظات التي وقف فيها آيسل معه، ولأنه وقف معه حينها سيغفر له بها ما وقف فيه ضده.
سيتحمل ضعفه وآثاره وطبع الخيانة فيه لأنه قرر إتخاذه صديقًا مرة، ولأنه اعتبره في داخله أخًا مؤذيًا، لكنه أخ.
لكن الآن..
"ليس من المفترض أن يحدث هذا"
تسرب لسمعه تمتمة آيسل المنخفضة بصوت فارغ، غيرُ متوقِع أكثر منه مصدوم، بدا تأثير الإنفجار من القرية خفيفًا عليه.
سأله بصوت منخفض، متعب فلا طاقة ليحشد قوته ليرفعه"مالذي من المفترض أن يحدث؟"
نظر إليه آيسل"سيزول تأثير الدواء الليلة، لا نخرج من المنزل حتى الصباح، وفي الصباح لهذا اليوم اجتماع القرية، وفي اجتماع القرية سيُحدّث عمي القرية ويُظهر أعيننا" ابتسم "سيناشدهم" توقف هنيهة "ثم يقتلوننا"
ظن ميراج أنه لن يبدي أي ردة فعل لغرابة آيسل لهذه الليلة بعد كل هذه الصدمات لكنه مخطئ على ما يبدو، لم يستطع سوى التحديق فيه بتعبير فارغ وهو يصف كيف سيموت بعد ساعات بهذه الطريقة.
ثم لماذا يبدو مرتاحًا وهو يتحدث؟ كان يبدو أكثر توترًا وهو يعترف له قبل قليل، أيقن أنه جُن"هناك خطب في رأسك أنت"
رد آيسل"ما الذي يجعلك تقول هذا؟"
"كل مافيك يقول أن هناك خطبًا لعينًا فيك"
ضحك آيسل ضحكة قصيرة، أمسك بكتفه كأنه يعانق نفسه" كان شبح الموت جالسًا فوق كتفي دومًا، الموت ملاصق لذوي العيون الذهبية، يذهب عنهم فقط حين يختطف أرواحهم ويتجه لضحيته القادمة "صمت قليلًا ثم ارتخت ملامحه"لقد ناضلت كثيرًا لإبعاده، أو تأخير أخذه لروحي، لقد آذيتك في سبيل هذا، وآذيت الكثير، لكنه لم يتزحزح شبرًا، في النهاية أنا مثل بقية الأعين الذهبية، مصيري هو الموت مهما كافحت"
"لقد قبلت مصيري، لقد استسلمت حين أدركت أنه مهما كان مريعًا ما سأضحي به، وقبيحًا ما سأصبح عليه، سأموت، كان الشعور الساحق وقتها مرعبًا، ووجدت نفسي آتيك، أتقي خوفي الأخير، اعتذرت، وطلبت عهدًا، لقد قبلت موتي لكني لازلت أخاف من أن يكرر التاريخ نفسه، أن اليد التي كانت بالأمس تعانقني تمتد لقتلي"
أنت تقرأ
صفحات القمر
Fantasyكانت أمانينا خربشاتٍ على سطح القمر. . خطّ القمر كلمة فمُحيت الشمس. . وأظلم العالم. . . . إعتقد الجميع أن القصة بدأت حين غرق العالم بكامل ثقلهِ في ليلٍ سرمدي، حين استقرّ القمر لوحدِهِ في كبد السماء، في اللحظة التي لم يبقَ من الشمس إلا حمرةُ غروبِها...