6 : أوكسيكودون

575 42 73
                                    


لا تحترك وياي
خليني احترك .. خليني
ريشه وتهب بالريح هاي سنيني
اني ألوي الهوة ويلويني





















































٢٠١٤/١٢/١٥
٠٧:١٥ ص
بغداد


رمال .. و شمس ساطعة أحرقت جبينه ، كان بصره يحاول مقاتلة شعاعها عندما تلفت حوله ليرى نفسه بين شوارع فارغة هجرها أهلها .. تحطمت بيوتها و تناثرت بها الفوضى ..

اخذ عدة خطوات ليكتشف أن قدميه كادت أن تخور قواها من التعب ، انهاك تملك من جسده بالكامل لكنه استمر في محاولة السير ببطء بين تلك الشوارع ، يستند بإحدى يديه على الطوب المكشوف لجدران احد المنازل ، يحاول أن يفهم سر خراب هذا المكان ، يحاول فهم اقفراره بلا جدوى ..

جذبت انتباهه عيون طفل صغير كان يسترق النظر من خلف أحد الجدران و ما أن لاحظه حُر ترك مكانه و فر منه بأقصى سرعته ، يركض بين البيوت بلا توقف ..

ترك حُر مكانه و أهمل تعبه و انطلق يركض خلفه ، يحاول امساكه و معرفة هويته و سبب وجوده في هذا المكان ، كادت يده أن تمسك ملابس الطفل لكنه تملص منه لشارع جانبي و تبعه حُر بسرعة ثم رآه ينعطف الى فرع آخر و ركض خلفه و هو يلهث من التعب ..

انعطف حُر نحو ذلك الفرع ليتوقف فجأة و شعر أن أنفاسه خطفت من صدره ، شعر أن روحه سلبت من عروقه عندما رأى ذات الطفل مقطع الأطراف على الأرض ، قسم جذعه من المنتصف بآلة حادة مشفرة ..

حاول حُر الصراخ لكن صوته سلب منه قبل أن يخرج من حنجرته ، شعر أن صوته كتم حلقه و منعه من التنفس ، و سقط هو على الأرض لتتشعب يده بدم الطفل اللزج حتى غاصت كفيه بالكامل بدفئ الدم ..

رفع حُر يديه لينظر لهما ، مخضبتان بالكامل بدماء الطفل فصرخ لمرة أخيرة قبل أن يستيقظ من حلمه لكابوس اليقظة ليجد نفسه مستلقي في فراشه كما كان في الليلة الماضية ..

و بالرغم من انه كان مستيقظ الا أن وعيه لم يعد اليه ، كان لا يزال معلق بين عالم الشك و الحقيقة لذا صرخ بأعلى صوته يحاول التخلص من دماء الطفل التي سالت من يديه نحو فراشه و ملابسه ..

تسمر أسفار في مكانه و هو يرى أخوه خلال الباب الموارب يصرخ بألم حتى بحت حنجرته و بدأت يده السليمة الا من آثار الحرق تجذب شعر صدغه حتى تقطع ، ثم عادت لتجذب خصلات أخرى و تقطعت بقوة جذبه ..

كان يرى شعر رأسه المنتوف يتجمع على فراشه تدريجياً لكن لسبب أو لآخر لم يكن قادر على فعل أي شيء غير الوقوف كصنم بلا حياة يشاهد مأساة أخيه من خلال الباب ..

شرف الشمس ( قصة حُر )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن