الإسكريبت الثالث " حُلم مُهلِك! "

82 16 4
                                    

جلست على أرجوحتها ليلًا أسفل ضوء القمر، هذا النجم اللامع من بعيد ولكنه بالأصل مُعتم!!
هكذا كان حالها مُنذ ذلك اليوم المشؤؤم الذي تتجنب تذكره، وتلعن ذاتها على تأخرها، ولكنها لم تستطيع وتذكرته عندما أرجعت برأسها للخلف وغامت عيناها بسحابٍ مُحمَّل بذكريات الماضي الأليم ....

مُـنذ عـامان ...

_ يا " ميرنا " بقى أرجوكي فاتحي بابا في الموضوع.

إعترضت "ميرنا" بقوة على حديث شقيقتها الساذج :

أفاتحه في ايه يا "ملك"؟؟؟ أنتِ عارفة كويس أوي أن بابا هيرفض حوار التمثيل ده نهائي؛ فعلشان نوفر على بعض المسافات متفتحيهوش تاني قدامي.

تذمرت "ملك" وهي على وشك البكاء وتترجاها بصوت متحشرج :

بس أنتِ عارفة يا "ميرنا" أني بحب التمثيل وأن حلم حياتي من وأنا صغيرة أني أطلع ممثلة، وكلكم بتقولولي أني موهوبة .. ايه اللي جد بقى؟؟

قالت "ميرنا" بعقلانية :

اللي جد أن دي كانت أحلام الطفولة يا "ملك" أننا عايزين نمثل ونكون مشهورين زي الممثلين اللي في التليفزيون وكل الناس يتصوروا معانا والكلام ده، بس إحنا كبرنا وكمان مداركنا كبرت .. اللي عايز يخش المجال ده يا "ملك" محتاج يتنازل .. يعني في البداية هيقبلوا أنك تمثلي بالحجاب، بعد كده هيلاقوا أن فيه أدوار مينفعش تبقي لابسة فيها الحجاب وهيقولولك علشان تتشهري بجد لازم تقلعيه .. واحدة واحدة هيقولولك لالا دورك مش مُتقن لازم تتحضني أو تتباسي في المسلسلات .. بعدها هتبدأي تتخلي عن كل مبادئك وتسمعي كلامهم وتتبرجي وتلبسي لبس فج وتنسي دينك وتحضني ده وتبوسي ده ويبقى عندك علاقة مع ده، وتعملي أي حوار علشان تطلعي تريند حتى لو كان على حساب كرامتك او سمعتك .. وكل ده يا "ملك" بسبب حِلم صغير كان نفسك تحققيه.

تنهدت بهدوء وهي ترى تعابير وجه شقيقتها المائلة للإقتناع؛ فأكملت :

يمكن يا "ملك" ميكونش في دماغك أن كل ده هيحصل وأنك رايحة تقدمي فن وحاجة بتحبيها بس صدقيني مبتتحسبش كده، وعلشان تبقي زيهم لازم تتنازلي كتير ووقتها النتيجة هتبقى كارثية.

ربتت على كتفها وهي تختم كلامها بحبٍ أخوي شديد :

أنا بقولك كدا علشان بحبك وعلشان أنتِ أختي اللي مليش غيرها .. أرجوكي متضيعيش نفسك وتضيعينا معاكِ.

رحلت وتركتها مع أفكارها تعصف بها وتجعلها تتأرجح يمينًا ويسارًا، دخلت غرفتها وجلست على الفراش بهدوء وهي تفكر في حديث شقيقتها الصحيح مائة مرة .. ولكن هل للقدر كلمةً آخرى؟؟

في صباح اليوم التالي .. كانت واقفة في ساحة كُليتها تتحدث مع صديقاتها وهي تضحك تارة وتعبس تارة وتثرثر تارة آخرى، حتى أتت عليهم زميلة لديهم في الكلية وهي توجه حديثها لهم ولها خاصةً :

إسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن