في القطار

52 9 340
                                    

يجلس رجل ذو شعر أسود وعينين بنيتين في القطار. بينما كان يجلس ويحدق من خلال النافذة، اقترب منه مفتش التذاكر ليتفحص تذكرته ويعلم عليها بقلم أزرق. كان القطار كئيبًا للغاية، والرجل، الذي يدعى مروان، ظل يتأمل العالم خارج النافذة. فجأة، سمع همسات قريبة من أذنه، لكنه تجاهلها ظنًا منه أنها تهيؤات. لكن بعد لحظات سمع صوت غراب من الخارج. التفت مروان لينظر من النافذة لكنه لم يرَ شيئًا.

عاد مروان ليتجاهل الأصوات، ولكنه سمع صوتًا مبحوحًا يشبه صوت الثعبان يقول: "مروان". التفت نحو مصدر الصوت فوجد فتاة تجلس على الأرض وتبدو كأنها مصابة. عندما بدأ يقترب منها ليساعدها، شعر برعب شديد. التفت حوله ليجد أن جميع ركاب القطار ميتون. تسلل الخوف إلى قلبه، وعندما نظر إلى الفتاة مجددًا، رأى وجهها بوضوح. كانت ذات شعر أسود طويل للغاية، وعينين سوداوين بالكامل، وأظافر طويلة غارقة في الدماء. فجأة، هجمت عليه الفتاة وغرزت أظافرها في قدمه، مما جعله ينزف بغزارة.

نظرت إليه الفتاة نظرة غريبة لم يستطع فهم معناها، لكنها بعد لحظات تحولت إلى غراب أسود مخيف. قبل أن تترك القطار، أصدرت صوتًا مزعجًا للغاية، مما جعل جميع الركاب الميتين ينهضون ويتحركون نحوه ببطء. حاول مروان الهرب، لكنه وجد نفسه محاصرًا في نهاية القطار، حتى أن السائق كان ضمن هؤلاء الأموات. تلتفوا حوله، ثم وقع على الأرض مغشيًا عليه.

عندما استيقظ، وجد نفسه جالسًا على كرسي القطار، وكان القطار ما زال متحركًا. قال في نفسه: "يبدو أن هذا كان كابوسًا". وعندما وصل إلى محطته، خرج من القطار وبدأ يسير وهو يفكر في الكابوس، لكنه سرعان ما نسي الأمر. وأثناء سيره، رأى فتاة تركض بطريقة غريبة وكأنها خائفة من شيء ما، لكنه لم يرَ هذا الشيء. قال في نفسه: "ما بال هذه الفتاة المجنونة؟" ثم أكمل طريقه.

عندما وصل إلى منزله، وقف أمام الباب ليخرج المفتاح. شعر بهواء بارد لم يعرف مصدره، لكنه تجاهله. أكمل فتح الباب ودخل إلى المنزل. ثم دخل إلى غرفته ليسترخي بعد يوم شاق في العمل. كان يعمل كصحفي، وفي تلك الفترة كان يجري أبحاثًا عن الغراب الأسود. لم يكن يؤمن بأساطير الغراب الأسود الذي يظهر لأشخاص معينين، لكن هذا هو عمله ويجب أن يقوم به.

استلقى على السرير وبدأ يفكر فيما سيفعله في هذا البحث الذي يجب أن يسلمه في الحلقة القادمة بعد أسبوعين. شعر بالجوع فنهض وذهب إلى المطبخ ليجد بعض الطعام على المنضدة. شعر بتعجب قليلًا حيث لم يتذكر أنه حضر هذا الطعام، لكنه تجاهل الأمر وبدأ في تناول الغداء. بعد أن انتهى، ذهب ليغسل يديه، ثم خرج إلى الحديقة وبدأ يتجول قليلًا. جلس على أحد الكراسي ونظر إلى السماء والنجوم المضيئة وقال في نفسه: "ما أجمل هذه السماء!"

في تلك اللحظة، سمع صوتًا خلفه. حاول أن يلتفت لكنه شعر أن رقبته تشنجت بالكامل، وبدأ يشعر بألم شديد في كتفه. الألم ازداد تدريجيًا حتى اختفى فجأة. وقع على الأرض ونظر أمامه، فوجد غرابًا أسود يحلق في السماء. أخذ الغراب يدور حوله بسرعة تزداد مع كل لفة. حاول مروان التحرك لكنه شعر بشيء يمسك بقدميه. سمع همسات تقول: "مروان"، وتكرر النداء عدة مرات. شعر بوخز في معدته، وكان آخر ما رآه هو الغراب الأسود وهو يحلق بعيدًا عن المكان.
وكدة خلص الفصل التاني ايه رأيكم في الفصل اعملوا فوت واكتبوا تعليق 😂🤍🤍

قرية الغرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن