أسير بين أروقة الفصول كالعادة ناكسة رأسي متحاشية بذالك النظر للوجوه التي تناظرني بإستمرار وعلى وجهها إبتسامة عريضة، لا ليس كما تظنون، ليس لحبهم لي أو لجمالي وإنما إبتسامات ساخرة مستهزئة، لا تخفى عني همساتهم علي المتواصلة ، ولست بغبية أو صماء كي لا أسمع ألقابهم التي ينعتونني بها كل يوم
– عود أسنان متكلم، بشعة، ها قد أتت البائسة،، لا شك أنك قد كنتي ضفضعة في حياتك السابقة
هذه أهون الألقاب بالمناسبة بالنسبة لي فلازلت أتذكر بعد وفاة أمي بأيام قليلة حيث عدت الى المدرسة كي أنسى الحزن لتقابلني مشجعة النادي الرياضي بثانويتنا وهي تخبرني، بأن أكثر شيء ندمت عليه والدتي هو إنجابها لمخلوق بشع مثلي، وأنها الآن سعيدة بالتخلي عني في هذه الحياة لأغذوا وحيدة وحزينة
لم أفعل شيء، لست بتلك القوة كي أواجهها وأرد على إهانتها، نعم أنا ضعيفة لدرجة أنها أسقطتني أرضا وسكبت علي قنينة حبر كاملة،، وقد إكتفيت بالبكاء حينها دون أن يراني أحد فهذا لن يجعل من قلوبهم ترق وتحن وإنما فقط سيزدادون إستهزاءا وعدوانية
في كل يوم أعود للمنزل بكدمات جديدة وملابس متسخة، نفسية محطمة، وأيضا دموع تملئ مقلتاي، لست قادرة لا لردعم ولا تجنبهم، كلما حاولت الإبتعاد يذلونني ويعذبونني، وأن أحاول الدفاع عن نفسي، لا مستحيل!! فآخر مرة تشجعت وقمت بالرد على لينا إنتهى بي الأمر بحروق خطرة من الدرجة الثانية في كامل ذراعاي، أحرقتني بمصففة الشعر لأنني قلت لا على إهانتها لي، مأسف صح؟؟ومألم أيضا في الواقع..
دخلت الى الفصل لأجد كالعادة خربشات جديدة على طاولة مقعدي أما بالنسبة للكرسي بنفسه فلا تقلقو لقد أخذ حصته أيضا من مخلفات العلك ولعاب من لم يتربو على النظافة في بيوتهم،، أكره هذه الثانوية وأكره أصحابها، ولكنني حقا حقا أبغض طلابها بشدة،،
لم أكترث لأمر تلوث مقعدي فقد إعتدت هذه الأفعال البشعة لذا فدائما لدي إحتياطاتي،، مسحت المقعد والكرسي بمنديل جاف لأعيد الكرة بمنديل معقم،، فعدوي في هذه الحياة هو القذارة والجراثيم والتي مع الأسف أراها كل يوم على شكل بشر يدرسون معي ،،، جلست في مقعدي بعد أن إنتهيت من تنظيفه، ولكنني لم أرتح طويلا فها هي تارا آتية بإتجاهي بمشيتها المتغنجة والمتمايلة كراقصات الملاهي ضانة بذالك أنها أحسنت صنعا، مع أنها ذات جمال ملائكي ببشرتها البيضاء الصافية وشعرها الأصفر القصير، و عيون خضراء كالقطة في برائتها، كما أنها ذات جسد طويل ورشيق، الا أنها لا تستحق ذاك الجمال فهو مناف تماما لشخصيتها المتنمرة والمتكبر، غبية لا تفكر الا في نفسها، مع أن أبويها من الطبقة المتوسطة إلا أنها تجبرهم على تلبية أوامرها بالغصب، مدللة حقيرة، إقتربت مني لتحادثني بذالك الفم القذر الذي لا يكف عن مضغ العلك وكأنه أكسير حياة بالنسبة لها وليس مجرد علكة
أنت تقرأ
لا تحكم على جمالي || Don't judge my beauty
ChickLitحكموا على شكلي متجاهلين روحي الطيبة، عطفي وحبي للخير،، مراهقين أغبياء كل ما يهمهم هي الأجساد الرشيقة، البشرة البيضاء وصوت الأنثى الناعم والأنثوي بالنسبة لهم ذاك الصوت المزعج المستفز بالنسبة لي،، قيدوا وجودي بكمالية جسدي، لخصوا جمالي في معايير وضعها...