البارت السادس

31 4 3
                                    

هاي 😊✨ يلا كتبتلكم الجزء السادس👍

---

وسط أجواء التوتر والخوف التي تسيطر على المكان، كانت كلارا تقف في منتصف الساحة، أنفاسها متلاحقة وعرقها يتصبب على جبينها، لكنها لم تفقد رباطة جأشها. الهواء كان مشبعًا برائحة الدخان والغبار، بينما أصوات الصرخات والأنين تملأ الأرجاء. أفراد عصابة "الذئاب السوداء" كانوا محيطين بها من كل جانب، أعينهم تشتعل بالغضب والحقد، غير مستوعبين كيف استطاع "الفتى الجديد" قلب موازين المعركة بهذا الشكل.

كلارا كانت تدرك أنها في موقف لا مجال فيه للخطأ. قامت بتثبيت قدميها على الأرض، مستعدة للهجوم التالي. في اللحظة التي انقضّ فيها أحد الرجال عليها، انحنت بسرعة، متفادية ضربته الحادة، قبل أن توجه له لكمة سريعة في بطنه جعلته يتراجع متألمًا. استغلت الفرصة وقامت بإسقاطه أرضًا بحركة رشيقة، ثم التفتت بسرعة لمواجهة خصم آخر.

الأمر لم يكن سهلًا، فكل ضربة كانت تأتيها كالسيل الجارف، لكنها بذكائها ورشاقتها استطاعت التصدي لها. كل حركة من حركاتها كانت محسوبة بعناية، وكأنها تمشي على خيط رفيع بين الحياة والموت. استطاعت بمهارة التلاعب بهم، مستغلة أي ثغرة تظهر في دفاعاتهم. كانت عيونها تراقب كل شيء، تتوقع هجماتهم وترد عليها بقوة، مستخدمة سرعة تفكيرها وردود أفعالها الحاسمة.

بينما كانت المعركة تحتدم، لاحظت كلارا ضعف الروح المعنوية لخصومها. أصواتهم بدأت تتلاشى تدريجيًا، ونظراتهم تحولت من الغضب إلى التردد والخوف. حاول قائد "الذئاب السوداء" تحفيز رجاله بهتافاته القوية، لكن كلارا استغلت تلك اللحظة. اندفعت نحوه بكل قوتها، موجّهة ضربة قوية بسيفها، ما أدى إلى تراجعه بشكل غير متزن.

الجميع توقف للحظة، وكأن الزمن قد تجمد. الرياح الباردة تعصف بالأوراق المتناثرة، وحفيف الأشجار ينسجم مع أنفاس المقاتلين المثقلين. أحد أفراد عصابة "الذئاب السوداء" انطلق مهاجمًا كلارا من الخلف، لكن بفضل حدسها القوي، تراجعت بسرعة لتفادي ضربته، وقامت بدوران مفاجئ وسريع جعلت خصمها ينزلق نحو الأرض فاقدًا توازنه.

الآن، أصبحت السيطرة بيد كلارا. بنظرات حادة وقوية، تقدمت بخطوات ثابتة نحو قائد العصابة الذي كان يترنح محاولًا النهوض. ترددت أصداء خطواتها في المكان، مما زاد من رهبة المشهد. في تلك اللحظة، أدرك القائد أنه لم يعد بإمكانه مواصلة القتال، فإشارة منه كانت كافية لأمر رجاله بالانسحاب.

مع انسحاب الأعداء وتراجعهم إلى الظلال، تنفست كلارا الصعداء. كانت تشعر بالإرهاق الشديد، لكن شعور الانتصار جعلها تقاوم رغبتها في الاستسلام للتعب. بينما كانت تمسح العرق عن جبينها، عاد لينو. وجهه كان مزيجًا من القلق والدهشة، لكنه أخفى مشاعره الحقيقية خلف نظرة حادة.

وقف على مسافة قريبة منها، ينظر إليها بعينين متفحصتين. في عقله كانت تتزاحم الأسئلة: كيف تمكن هذا "الفتى" من التصرف بهذه المهارة؟ هل يمكن أن يكون هناك سر مخفي؟ ومع ذلك، لم يتمكن من تجاهل الإعجاب الذي شعر به تجاه شجاعتها.

لينو بصوت هادئ، لكنه محمل بالثقل: "لقد خالفتِ أوامري وقاتلتِ. كان من المفترض أن تنتظريني."

ردت كلارا بابتسامة مرهقة: "لم يكن لدي خيار. كان عليّ أن أحمي المكان، وإلا لكان الوضع أسوأ."

لينو لم يعرف كيف يجيب. في داخله كان هناك صراع بين احترامه لشجاعتها وغضبه لتصرفها المستقل. لكنه في تلك اللحظة شعر لأول مرة بشيء غريب تجاه هذا "الفتى". شعور مختلط بين الحيرة والإعجاب، بدأ يشكك في ما كان يظنه.

بينما ظل الاثنان واقفين، كان الغروب قد بدأ يغطي السماء بلون برتقالي هادئ، كإشارة لنهاية معركة كانت مليئة بالخطر، ولكن أيضًا مليئة بالكشف عن جوانب جديدة في شخصية كل من كلارا ولينو.

---

رح حاول اطور شوي في الاحداث❤️🙃

ظلام الإنتقام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن