طفولة الإمام الرضا (ع) 💗✨

12 2 0
                                    

وردت روايات عن جدّه الإمام الصادق عليه السلام مفعمة بشحنة عاطفيّة كبيرة ، تبشر بولادته المباركة وتكشف عن المكانة المرموقة التي سيحتلها في العالم الإسلامي ، فعن يزيد بن سليط ، قال : لقينا أبا عبد الله عليه السلام في طريق مكّة ونحن جماعة ، فقلت له : بأبي أنت وأمّي أنتم الأئمّة المطهّرون والموت لايعرى منه أحد ، فاحدث إليّ شيئاً القيه إلى من يخلفني ، فقال لي : « نعم هؤلاء ولدي ، وهذا سيّدهم » وأشار إلى ابنه موسى عليه السلام « ... يخرج الله تعالى منه غوث هذه الأمّة وغياثها وعلمها ونورها وفهمها وحكمها ، خير مولود وخير ناشئ يحقن الله به الدماء ويصلح به ذات البين ويلمّ به الشعث ويشعب به الصدع ويكسو به العاري ويشبع به الجائع ويؤمن به الخائف وينزل به القطر ويأتمر له العباد ، خير كهل وخير ناشئ ، يبشر به عشيرته قبل أوان حلمه ، قوله حكم وصمته علم ، يبين للناس ما يختلفون فيه .. »

النشأة:
نشأ الإمام الرضا عليه السلام بين أحضان بيت أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، فهو ابن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام الذي كان « أعبد أهل زمانه وأفقههم وأسخاهم كفّاً ، وأكرمهم نفساً ... وكان الناس بالمدينة يُسمّونه زين المتهجِّدين ، ويعرف بالعبد الصالح ».

ولما كانت الفروع تتبع الأصول ، والأصل الطيب يعطي ثمراً طيّباً فمن الطبيعي والحال هذه أن يتحلّى الابن بتلك الصفات الطيّبة والخصال الحميدة ، يقول الشيخ المفيد : « كان ـ أيّ الرضا عليه السلام ـ أفضل ولد أبي الحسن موسى : وأنبهَهُم وأعظمهُم قدراً وأعلمهم وأجمعهم فضلاً »

أمّا أمّه فعلى الرغم من وجود الإختلاف في اسمها وكنيتها ، فهناك اتّفاق على كونها من أفضل نساء زمانها من حيث العقل والدين.

قيل : تسمّى الخيزران ، وقيل : أروى ، وتلقب بشقراء النوبية. وقيل أمّه أم ولد يقال لها أمّ البنين وقيل : اسمها تكتم ، وقد يرجَّح ان الأخير هو اسمها ، وما سبقه ألقاب لها ، ويستدلّ لهذا بقول بعض مادحي الإمام :
ألا إن خير الناس نفساً ووالدا
ورهطاً وأجداداً علي المعظم
أتتنا به للعلم والحلم ثامناً
إماماً يؤدّي حجة الله « تكتم »

والشيخ الصدوق يشير إلى القول الأخير برواية عن محمّد بن يحيى الصولي ويقول : إن أمّه هي أمّ ولد تسمّى تكتم. ثمّ يروي عن عون بن محمّد الكندي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن ميثم يقول : ما رأيت أحداً قطّ أعرف بأمور الأئمّة عليهم السلام وأخبارهم ومناكحهم منه ، قال : اشترت حميدة المصفاة وهي أمّ أبي الحسن موسى بن جعفر ـ وكانت من أشراف العجم ـ جارية مولدة (۱۲) واسمها تكتم ، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة ، حتّى انّها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالاً لها ، فقالت لابنها موسى عليه السلام : يا بنيّ ان تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها ، ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيظهر نسلها ان كان لها نسل ، وقد وهبتها لك فاستوصِ خيراً بها ، فلما ولدت له الرضا عليه السلام سمّاها الطاهرة (۱۳).

مشهد حلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن