السيدة شريفة بنت الامام الحسن ( عليهما السلام )

1.2K 12 0
                                    

تسمى بطبيبة المعلولين، وما من مريض زار قبرها الشريف، إلا وعاد مسرورا إلى أهله شاكرا الله تعالى على نعمة الشفاء، في يوم الجمعة وهو يوم زيارتها المقدسة يغص المكان بالزائرين، ولا يكاد يسعهم، واغلبهم من مدينة الحلة،

وهم يطلقون عليها اسم ( شريفة ) بكسر الشين أو أم محمد، وهم يعتقدون بإيمان كبير انها لا تخيب رجاء كل من تقرب إليها لوجه الله تعالى لقضاء حاجة من حوائج الدنيا من شفاء من مرض أو رزق أو حتى تعيين، وعلى صاحب الحاجة أن يزور مقامها الشريف في يوم السبت بالتحديد.

هناك من أهالي الحلة من يعتقد ان العلوية شريفة كانت إحدى سبايا ألطف، وهي فتاة صغيرة استشهدت عندما مرضت وسط الطريق، ودفنت في هذا المكان النائي فيما تدور على ألسنة الناس رواية مختلفة مستنبطة من أحلام ورؤى تكاد تكون حقيقية تؤكد انها تحضر في المنام على هيئة امرأة متوسطة العمر برفقة ولد صغير، ومن هنا جاءت تسميتها بـ أم محمد، وتعددت الآراء واختلفت الحقائق، ويقال أيضا انها سميت بطبيبة المعلولين لأنها كانت في حقيقة الأمر طبيبة تقوم بإجراء العمليات الجراحية، ولهذا يتوجه إليها الزوار للشفاء بمشيئة الله تعالى .

لافتة تعريفية :

يقع مرقد العلوية شريفة بنت الحسن في وسط غابة من النخيل في أطراف مدينة الحلة، إلا ان بعد المكان لم يمنع زوارها من المجيء إلى قبرها الشريف الذي يعتقد ان له كرامات لا تعد ولا تحصى، ويسمى المكان بمنطقة أبو غرق الأوسط، وهو يتبع إداريا ناحية أبو غرق، حيث يبعد مزارها الشريف نحو 7 كيلو مترات عن شارع حلة - كربلاء، و 4 كيلو مترات تقريبا عن منطقة الطهمازية، فيما تبعد نحو 9 كيلو مترات عن مركز مدينة الحلة.

سألنا السيد احمد حسن ( أبو عبد الله ) الأمين الخاص لمزار شريفة بنت الحسن عن سر اختفاء اللافتة التعريفية بالعلوية شريفة، والتي كانت معلقة في إحدى أركان المزار، فـعلّل ذلك قائلا : حصل ذلك لعدم وجود الأدلة الكافية لدينا لإثبات نسب العلوية، حيث تعددت الآراء بشأن نسبها الشريف، وقد وردت مجمل قصة العلوية في ثلاثة مصادر خاصة بالشيخ محمد الحيدري وكيل السيد الخوئي الذي ثبت عن طريقها ان هذا المزار يعود للعلوية شريفة بنت الحسن، إلا إنني بحثت شخصيا عن هذه المصادر في كل من الحلة وكربلاء والنجف، إلا إنني لم أجدها، وهناك من يفترض ان المخطوطات كانت بحوزة عائلة السيد الخوئي، وانها صودرت من قبل أزلام النظام السابق إبان الانتفاضة الشعبانية.

والمشهور عند خدمة المزار وعوام الناس انها من سبايا الطف، ولكن لا شيء من هذا القبيل مثبت من قبل المراجع او النسابة او جهات رسمية أخرى لان الرؤيا والكرامات لا تعني شيئا عند أهل السيرة، لذلك عكف احد النسابة، وهو زهير الإبراهيمي للبحث عن نسب العلوية ليؤكد ان نسبها يعود إلى الإمام الحسن (عليه السلام)، إلا انها ليست ابنته بل ربما يكون جدها من الظهر الثاني عشر، وهو يخالف المشهور لدى الناس، لذلك لا يوجد لدينا حتى الآن نسب موثق، إلا ان النسابة لم يدحضوا ان لقبها هو (أم محمد) بل هناك من يؤكد انها دفنت هنا مع ولدها او أخيها الصغير، حيث تشير المصادر ان العلوية كانت تسكن في أطراف النيل مركز (مدينة الحلة حاليا )، وقد استشهدت بعد ان دس لها السم، ودفنت في هذا المكان النائي .

قصة تاجر التبغ :

ويقال ان بناء قبة المزار لها قصة جميلة ومعروفة، تقول ان تاجرا للتبغ كان يقوم بتهريب التبغ الذي كان ممنوعا في العهد العثماني او وقت الانكليز، وكان المزار آنذاك لا يتعدى ان يكون الغرفة الصغيرة المسقفة بجذوع النخل، وقد مر من أمام المزار، وكادت السلطات ان تلقي عليه القبض كونه مطلوبا للعدالة، لذلك توجه إلى المزار، وانتخى بالعلوية، ودعا الله ان ينقذه من هؤلاء الظلمة، وقد قطع وعدا على نفسه بأن يقوم ببناء قبة المزار ان افلت من قبضة السلطات، وفعلا تمت محاصرته بغية القبض عليه بالجرم المشهود، وعند سؤاله عن ماهية بضاعته كانت أول كلمة خرجت من لسانه هو( السمسم)، وبالطبع لم يصدقوا قوله، وقاموا بفتح الأكياس، وهنا كانت المفاجأة للجميع في ضمنهم الشخص المعني، فقد كانت جميع الأكياس تحتوي على السمسم فعلا، فأطلقوا سراحه، وراودت هذا الشخص الشكوك في ان هناك من قام بغش بضاعته، إلا انه، وعندما ابتعدوا عنه فتح الأكياس من جديد، فوجدها تبغا، فدهش للموقف، وأوفى بنذره بعد هذه الحادثة، وقام ببناء قبة المزار، وهذا ليس بالمستغرب او البعيد عن التصديق،

فكرامات العلوية عظيمة والقصص عن مكانتها عند رب العالمين كثيرة، منها شفاؤها للأمراض بإذنه تعالى، وأشهر هذه القصص وحسب ما رأيناه بأعيننا هي المرأة المشلولة التي أحضرت إلى المزار، وهي محمولة ببطانية، إلا انها سرعان ما خرجت من المزار على قدميها، وقد تكررت هذه القصة عدة مرات، لذلك فإن قطع التشكرات التي تعلق خارج المزار كثيرة جدا، وهي بحدود عشر قطع، وربما أكثر أسبوعيا، وجميعها تؤكد ان الشفاء كان من أمراض مستعصية.

خطط مستقبلية :


صيدلية مجانية :

قبل خروجنا من المزار الشريف، فاجأتنا العلوية أم حسين، وهي مفتشة النساء في المزار بقولها : انكم لم تكتبوا عن هذه الشجرة، وأشارت إلى شجرة سدر عظيمة انتصبت بشموخ في بداية المزار. مؤكدة: ان النساء هنا يتبركون بها، ويستخدمون أوراقها وترابها في الشفاء من جميع الأمراض.
وأضافت: انها في تماس مباشر مع النساء اللواتي يوفين بنذورهن، وقد أخبرتها إحداهن، وكانت تعاني من مرض عضال، وأشرفت على الهلاك انها رأت العلوية في المنام، وقالت لها انها ستقوم بإذن الله بتجديد أعضائها التي استفحل بها الداء الخبيث، وتم ذلك في الحلم، وكما تؤكد السيدة المريضة انها كانت وكأنها تتفرج على شاشة للعرض تتم بها عملية التجديد.

وأخرى أكدت لها انها رأت في المنام سيدة وقورة تقف تحت هذه الشجرة، قائلة لها ان هذه الشجرة صيدلية مجانية لكل فقير على ان يكون لديه يقين مطلق بقدرة الله تعالى على الشفاء من الأمراض ، فسبحان الله رب العالمين.



ان سالتني ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن