عَون بن عبدالله بن جعفر
أبَواه :
أمّه: السيّدة المكرّمة، عقيلة آل أبي طالب، زينب بنت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وبنت فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله.. فهي من أشرف نسبٍ وأطهر بيت وأسمى مَحْتِد، وهي سليلة النبوّة والإمامة والعصمة، ووريثة مجد الرسالة، ومَن في أهلها نزل قوله تبارك وتعالى:
إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكُمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّرَكم تطهيراً
قُلْ لا أسألكُمْ عليهِ أجْراً إلاّ المودّةَ في القُربى
تلك هي مولاتنا زينب صلوات الله عليها.. تربّت في حِجْر النبيّ صلّى الله عيه وآله، وكَنَف الإمام عليّ والصدّيقة الزهراء صلوات الله عليهما، فنشأت تستنشق عبقات الوحي ونسائم الرسالة، وتعيش في أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله تواكب وقائع الإسلام وما جرى على أهلها وذويها من الظلم والغصب والغدر بالسيف وبالسُّمّ.. فإذا قام أخوها الحسين سيّدُ شباب أهل الجنّة سلام الله عليه بنهضته الإلهيّة العظمى، قامت العقيلة زينب الكبرى عليها السّلام معه ورحلت إلى جانبه نحو أرض الكرب والبلاء، يرافقها ولداها: عون، ومحمّد؛ ليجاهدا بين يَدَي إمامِهما الحسين صلوات الله عليه ويُستَشهَدا، دفاعاً عن حُرَم الدِّين، وشرف الإسلام.
أبوه: عبدالله بن ( جعفر الطيّار الشهيد بمؤتة ذي الجَناحَين يطير بهما في الجنّة حيث يشاء )، وعبدالله هو أوّل مولودٍ وُلد في الإسلام بأرض الحبشة حينما هاجر أبوه جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه إليها بأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ تقيّةً من إيذاء قريش ونشراً للإسلام،فأسلم على يده ملكُ الحبشة النجاشيّ، وأخذت الرسالة المحمّديّة طريقَها إلى قلوب الناس إلى يومنا هذا.
وأمّا عبدالله بن جعفر.. فكان رجلاً جليلاً، أمُّه المرأة الفاضلة أسماءُ بنت عُمَيس، تشرّف بالزواج من ابنة أمير المؤمنين العقيلة زينب سلام ربّنا عليها. وقد عُرِف عبدالله بجوده حتّى ضُرِب به المثل. وكان عبدالله قد حَظِيَ بعناية رسول الله صلّى الله عليه وآله، لا سيّما بعد شهادة أبيه.. يروي هو بنفسه قائلاً:
أخذ ( رسول الله صلّى الله عليه وآله ) بيدي يمسح بيده على رأسي حتّى رقيَ إلى المِنبر، وأجلَسَني أمامَه على الدرج السفلى والحزنُ يُعرَف عليه، فقال: إنّ المرء كثيرٌ بأخيه وابن عمّه، ألاّ إنّ جعفراً قد استُشهِد، وجُعل له جناحانِ يطير بهما في الجنّة.
ثمّ نزل ودخل بيته وأدخلني معه، وأمر بطعامٍ يُصنَع لأجلي، وأرسل إلى أخي فتغَدَّينا عنده غذاءً طيّباً مباركاً، وأقَمْنا ثلاثةَ أيّام في بيته ندور معه.. كلّما صار في بيت إحدى نسائه. ثمّ رجعنا إلى بيتنا، فأتانا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وأنا أُساوم شاةَ أخٍ لي، فقال: اللهمّ بارِكْ له في صَفقته. فما بِعتُ شيئاً ولا اشتريتُ شيئاً إلاّ بُورِك لي فيه
أنت تقرأ
ان سالتني ؟
Espiritualشخصيات لها اثر كبير في نشر الاسلام اولا ونشر المحبة بين الناس وتوطيد العلاقات الاسرية والاخوية ثانيا