الفصل الرابع عشر من الجزء الثاني

748 47 20
                                    

البارت الرابع عشر🌸

البارت الرابع عشر🌸

إِطلَاق البَصر يُذهِب الرضَا شيئًا فَشيء.

" لا تمُدَّنَّ عينيك "

"يا ضَيعةَ العُمرِ إن لَم يُحبَّ اللهُ لِقائي"
_______________________________

ماذا إن إستيقظت إحدى الليالي في منتصف الليل فجدت نفسك في مكان آخر يسوده الظلام بعدما كنت تنعم بدفء فراشك وتحميك الجدران وبعدما كنت تنام في منزلك بأمان وجدت نفسك هنا في هذا المكان الموحش..، ولم يكن هذا اي مكان بل كان المقابر!.

نعم تماما.. كان هذا شعورها وهي تنظر حولها بضياع تتمنى لو أن هذا أحد كوابيسها المرعبة ولكن المرعب بحق أن هذا لم يكن كابوساً بل حقيقة تعيشها بمفردها الآن.

لم تكن تتخيل بأحلامها حتى بأنها قد تأتي هنا ليلاً بمفردها وهي التي كانت تخشى الجلوس وحدها رغم جدران منزلها التي تحميها والنور الذي يعم المكان..

نظرت لنفسها فكانت ترتدي منامة خفيفة وأيضاً لا يوجد حجاب على رأسها وكانت حافية القدمين ولا تتذكر كيف جاءت هنا..، كل تلك الأشياء توحي بأن ما تعيشه الآن كابوس موحش لا أكثر وسوف تستيقظ منه وتجد نفسها على الفراش.. لقد رفض عقلها فكرة أنها في هذا المكان
وحدها وبهذا الوقت من الليل.

وعند هذا الحد صرخت برعب وهي تلتفت حولها وتنادي بأسمه مستغيثة ولا ترى شيء أمامها وقلبها يكاد ينخلع من مكانه من شدة خوفها.

"زين... يازين انت فين متسبنيش لوحدي هنا"

لم تتلقى رد فأخذت تنادي تارة بأمها وأخرى بعمر وحتى أبيها الذي يتوسط إحدى المقابر الآن لكن لا يوجد أحد حولها مما جعلها تنفجر في البكاء وهي لا تستطيع حتى تحريك قدمها..

أخذت تصرخ برعب وهي تنادي بأسمه وقد أوشكت على فقد أنفاسها ومازالت تقنع نفسها بأنها في أحد كوابيسها وسوف تستيقظ الآن ولربما كانت هذه الفكرة هي ما جعلتها مازالت على قيد الحياة.

فجأة أبصرت شخص من بعيد يقترب منها... رجلاً غريب عنها ترى ملامحه لأول مرة.. كانت تظنه زين في البداية ولكن كلما أقترب منها كلما أتضحت ملامحه لتجده شخصاً غيره لا تعرفه وهنا وعلمت بأنها هالكة لا محالة..، فقررت أن تترك نفسها لتلك الدوامة السوداء مستسلمة لمصيرها في الوقت الذي وقف فيه الرجل أمامها ولكنها لم تعي بأي شيء حولها وهي تضع يديها على بطنها وكأنها تحمي طفلها الذي لم ير النور بعد.

"روان.. ياروان أصحي"

أنتفضت من مكانها وهي تشهق برعب وأخذت تصرخ وهي تتذكر جيداً ما حدث معها ومازالت تضع يدها على بطنها وقد كانت غير قادرة على أخذ أنفاسها بشكل جيد...، أقتربت منها ياسمين وهي تحاول تهدئتها قائلة بقلق:

وسولت لى نفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن