الفصل السادس والعشرون من الجزء الثاني

679 45 22
                                    

البارت السادس والعشرون 🌸

‏‎وعانقتُ كلَّ الحائرينَ مواسيًا
وقلبي هنا بينَ الحنايا مُمزّّقُ

وما فقد الماضون مثل محمدٍ
ولا مثله حتى القيامة يُفقدُ
____________________________

"لآخر مرة هسألك يا ياسمين بتحبيني ولا لأ"

هتف عمر وقد كان في أسوء حالاته النفسية ولم يعد يفكر سوى في حديث صديقه بأنها لا تحبه وهي بالفعل لم تفعل له اي شيء ينفي كلامه.

تساقطت دموعها بعجز ولم تعد تدري ماذا تفعل.. هل تخبره بمشاعرها؟ ولكن ليس من حقه ولا هذا أخلاقها فهو مازال أجنبي عنها والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج.

حسناً هناك حلاً وسط سوف تخبره به دون أن تفصح عنها مشاعرها وبالوقت نفسه تخبره تمسكها به، أبتلعت ريقها وهي تقول:

"مكنتش وافقت عليك يا عمر من الأول"

هز رأسه بالنفي.. ليست تلك الإجابة المرضية بالنسبة له
لقد كان شيطانه أقوى من اي شيء وقتها ليقوم بنبرة حاسمة لا تقبل النقاش:

"دا مش سبب مقنع يا ياسمين... هي كلمة واحدة بس بتحبيني ولا لأ؟"

أردف عمر بهدوء مميت... لم يكن وقتها ذاك الشخص المرح التي تعودت عليه بتاتاً بينما هي وضعت يدها على فمها تمنع بكائها دون أن تجيب لقد فشلت في الرد على سؤاله.

هل تخبره كم تحبه وكم صبرت لأجله؟ هل يظن أنه هو فقط من يعاني من تلك الضوابط؟ لم تقوى على الرد بل طال صمتها مما جعل عمر يغمض عيناه بحزن وهو يضغط على يده وقد تأكد الآن من حديث صديقه هي لا تبادله نفس الشعور ولا تحبه كما يفعل هو.

سمع صوت شهقاتها رغم محاولتها في السيطرة على بكائها ورغم أن بكائها مزق قلبه إلا إنه لم يشفع لها بل هتف بثباتِ رغم ما يشعر به وهو يقول:

"مش محتاجه تعيطي ولا محتاجه تضغطي على نفسك يا ياسمين انا وصلني ردك خلاص"

صمت يأخذ أنفاسه وهو يشعر بتسارع شديد في دقات قلبه ثم هتف بسخرية قائلاً:

"انا اللي آسف لو كنت فرضت نفسي عليكي... كل شيء اسمه ونصيب يا ياسمين"

أغلق معها وهو يشعر بألم حارق في صدره ولكنه أراد أن يسترد كرامته وهو يتذكر كل مرة كان يلاحقها وهي تصده حتى بعدما خطبها لم يشعر باي مشاعر من التي يتحدث عنها اي اثنان بل هو حتى لا يستطيع أخذ راحته في الحديث معه بوجود أخيها او أبيها.

هذا ليس حباً أكثر من كونه تعقيداً فإن كانت تحبه بحق لكانت تنازلت وتساهلت معه كما يحدث مع الجميع ولكنها لم تفعل.

بينما هي جلست على الفراش تبكي بألم وتساقطت دموعها حزناً على من أحبه قلبها، كان بإمكانها إنقاذ حبها وتعترف له بما يضمره قلبها ولكنها هي من أبات.

وسولت لى نفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن