الفصل الثالث (عنخ تيفي)

23 2 0
                                    

(الفصل الثالث)
وقف يحدد اتجاه القبلة بدقة ثم توضأ من ماء الجدول الموجود بالجزيرة ثم صلي لله عله يلهمه الصواب  ثم سجد لله شكرًا على نجاته  مضى اليوم وهو يسير بالجزيرة حتى نام واستيقظ وقت الفجر نظر لهاتفه الذي وجده للغرابه لم يفقد طاقه شحنه ولم تنزل هذه الطاقه قيد أنملة بل أكتمل شحنه تمامًا , صلى فرضه ودعى ربه قائلًا :
- يا رب أنا فين يا رب أنا تعبت أنا بحمدك يا رب وأشكرك على فضلك عليا و على نجاتي ؛ بس اكيد أمي هيجرى لها حاجة أنا مش عارف أنا فين يا رب استودعتك أمي احفظها يا رب.
دمعت عيناه وهو يبتهل لله وتابع:
- أنا راضي بقضاءك وقدرك يا رب بس بحاول أرجع كل مره بلاقي   نفسي برجع لنفس النقطة دي ؛ ساعدني يا رب .
بدأت الأرض تهتز من تحت قدمه وتنشق وإذ فجاة برز ثعبان عملاق عملاق يتقدم نحوه كة من الثعبان يزداد إهتزاز الأرض قوة  و يرتعد إدريس ولم يستطع أن يتحرك قيد أنملة .
فسأله الثعبان بقوة :
-من الذي جاء بك الى الجزيرة ؟
لم يتلقى منه أية إجابة فعاد فأعاد سؤاله مرة اخرى:
- من الذي جاء بك إلى الجزيرة؟
كذلك لم يتلقى إجابة وزادت إرتعادات إدريس ولم ينبس ببنت شِفه ليقول ا الثعبان مرة اخرى بحزم :
- قلت لك من الذي جاء بك إلى هنا؟
- لم يستطع إدريس الإجابة فأخذه الثعبان إلى بيته عنوة وسأله  ثلاثة مرات مجددًا عن سبب قدومه للجزيرة ازداد خوف إدريس وخفق قلبه بشدة وهو يردد :
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ,أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما أجد وأحاذر , أعوذ بكلمات الله التامات من كل شيطان رجيم ؛ يا رب يا رب يا رب.
أخذ يرددها إدريس بصوت مرتفع و بكامل قوته و ثقته بالله ، لن يتحرك الثعبان قيد أنملة كذلك ولم تؤثر به كلمات إدريس وللعجيب وجده إدريس يردد كلماته معه:
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
انتفض إدريس بقوه فطمأنه الثعبان قائلا بهدوء و ملامح هادئة :
- ما بك لما كل هذا الخوف؟
ثم أردف بنفس الملامح :
- أنا اؤمن بالله مثلك أنا مؤمن مثلك تمامًا.
تلعثم إدريس وقال:
كيـ ....ف كـ..ـيف تتحدث؟
لم يرد عليه الثعبان هذه المرة وانبعث نورٌ شديد جعل الرؤية غير ممكنة كالذي حدث في السفينه وقت غرقها؛ فوضع إدريس يده فوق عيناه يحجب النور الشديد المنبعث أمامه؛ وبعدما قلت شدة الضوء ظهر أمامه رجلًا وسيمًا بعينان زرقوان وقال بهدوء:
- لا تخف مني فأنا عبد الله مثلك تمامًا اؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .
تلعثم إدريس عاجزًا عن النطق بكلماتٍ مفهومةٍ ورجع خطوةُ للخلف وهو يتمتم بخوف:
- لكن كيف كنت ثعبان واصبحت رجلًا؟
ابتسم الثعبان الشاب وقال :
أولًا اسمي "عنخ تيفي"   وقبل أن تستفسر عن معناه فهو يعني "طويل العمر بأمر الله".
نظر له إدريس مندهشًا وهزا له رأسه متعجبًا من أمره وجاء ليتحدث ليسكته عنخ تيفي و هو يقول :
-  ثانيًا أنا لست من البشر أنا جني؛ من الجان حارس المنجم.


- يا رب أنا شكلي بحلم و لا موت ... يا رب رحمتك .
رددها إدريس وهو يمسح بيده على وجهه ، فجلس عنخ تيفي واضعًا قدم فوق الأخرى و قال ببعض القوة :
- من أنت؟
  ارتعدت فرائض إدريس من جديد وعاد يتمتم:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة و الناس
  اخذا يتابع  قراءة القرآن الكريم ليبتعد هذا الرجل عنه ؛لكنه بقى ثابت ثم نظر له بعين بارقة وشديدة الزرقة وقال له في غضب:
-أأنت أبله أنت مُصر على المتابعة في قراءة القرآن الكريم بعد أن قلت لك أنني اؤمن بالله .
نظر له إدريس بغير تصديق ليردف عنخ تيفي بغموض

الملاح الغريق بقلمي:  زينب العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن